رأي خبير اقتصادي حول تأثر المغرب بانهيار أسعار النفط الأمريكي إلى دون الصفر

بعد "الإنهيار التاريخي" لأسعار النفط الأمريكي إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ، كشف الخبير في الشؤون الإقتصادية "سمير العبودي"، مدى تأثير ذلك على أسعار المحروقات بالمغرب.

أسعار النفط بالمغرب

وأكد العبودي أن المغرب غير معني بالهبوط المسجل بشأن أسعار عقود خام برنت تسليم شهر يونيو المقبل، التي تتداول اليوم الثلاثاء، بـ19،96 دولار للبرميل، وهي الأسعار الأدنى منذ 2002. موضحا أن المغرب يقتني مخزونه من البترول المكرر عبر بورصة "روتردام" وبعقود متوسطة الأمد مع دول عربية منتجة للنفط، إذ أن اقتناء البترول الخام من الولايات المتحدة الأمريكية يظل مكلفا بسبب عدم وجود مصفاة للتكرير كما كان الشأن بالنسبة لمصفاة "لا سامير"، المتوقفة وبسبب كلفة التخزين الأرضي أو البحري عبر سفن مخصصة لذلك.

لأية جهة ترتهن الأسعار ؟

وأشار الخبير الإقتصادي إلى أن أسعار المحروقات في المغرب ترتهن بالصراع الدائر بين روسيا والمملكة العربية السعودية، حيث تعرف أسعار البترول انخفاضا ملحوظا بسبب إغراق السوق في حرب كسر العظام بين البلدين، وهو ما ولد تبعات على البترول الخام الأمريكي. مبرزا أن ارتباط المغرب بعقود تزويد من البترول متوسطة الأمد يعتبر عاملا محددا لأسعار المحروقات في المملكة، منبها إلى أن أهمية توفير مخازن للبترول، وتشغيل مصفاة "لا سامير" التي يوجد ملفها بين أيد العدالة، سيكون له أثر إيجابي على حصة المغرب من المقتنيات البترولية متى انخفض سعر البرميل في السوق العالمية.

تأثيرات كورونا

وخلص إلى أن "كورونا" أخلت بالتوازنات الإقتصادية، إذ أن توقف الأنشطة الإقتصادية بسبب حالة الطوارئ الصحية المعلنة للتخفيف من تداعيات الجائحة، سيخلف تبعات جمة على أسعار المحروقات في المغرب ويزيد من كلفة التخزين بما قد يؤثر عليها.

وتجدر الإشارة إلى أن "لا سامير" المتوقفة عن الإنتاج منذ العام 2015، هي شركة مغربية مختصة في تكرير وتجارة النفط، وهي تملك المصفاة الوحيدة في البلاد.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد وصف الإنهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط أمس الإثنين، بأنه قصير الأجل وناجم عن "ضغوط مالية"، مضيفا أن إدارته ستدرس وقف شحنات النفط القادمة من السعودية، كما تعتزم أيضا زيادة مستوى مخزون النفط الخام لحالات الطوارئ في البلاد مع هبوط الأسعار.

آخر تصريح لترامب

وأعلن ترامب، أن بلاده ستستغل الإنهيار التاريخي الحاصل لأسعار الخام لشراء 75 مليون برميل لملء مخزونها الإستراتيجي من النفط.