X

تابعونا على فيسبوك

"توماس كوك".. لماذا انهارت أقدم "شركة سياحة" في العالم..؟

الاثنين 23 شتنبر 2019 - 15:35

أعلنت مجموعة السياحة والسفر البريطانية "توماس كوك"، اليوم الاثنين 23 شتنبر الجاري، إفلاسها، بعد فشلها نهاية الأسبوع في جمع الأموال اللازمة للإبقاء على المجموعة، وأشارت إلى أنها ستدخل في عملية "تصفية فورية". 

المجموعة (وهي أقدم شركة للرحلات بالعالم) قالت في بيان لها: إنه "رغم الجهود الكبيرة، لم تسفر المناقشات عن اتفاق" بين المساهمين والممولين الجدد المحتملين.

وأضاف البيان "لذلك، خلص مجلس إدارة الشركة إلى أنه ليس لديه خيار سوى اتخاذ خطوات للدخول في تصفية إلزامية بمفعول فوري".

وسيكون على "توماس كوك" أن تنظم فورا عملية إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين معها حول العالم، بينهم 150 ألف سائح بريطاني، ما سيشكل أكبر عملية من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية. ويشكل إفلاس "توماس كوك" ضربة قاسية لقطاع السياحة الأوروبي.

وغردت سلطات الطيران المدني في المملكة المتحدة عبر صفحتها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "لقد ألغي الآن جميع حجوزات توماس كوك، بما في ذلك الرحلات والعطلات".

وقالت هيئة الطيران المدني في تحذير سفر صدر اليوم الاثنين "إذا كان من المقرر لك أن تغادر من مطار بالمملكة المتحدة مع شركة طيران توماس كوك، فرجاء عدم السفر إلى مطار بالمملكة المتحدة حيث إن رحلتك لن تنطلق ولن تتمكن من السفر".

وكانت الحكومة البريطانية، قد أكدت في وقت سابق، أنها وضعت خططا لإعادة السائحين الذين قد تتقطع بهم السبل إذا خرجت "توماس كوك" من السوق. وسيتعين على الحكومات وشركات التأمين التدخل لإعادة عملاء الشركة لبلدانهم.

وفي ألمانيا حيث يوجد 300 ألف في رحلات تابعة للشركة، ستقع المهمة على عاتق شركات التأمين للمساعدة في عودتهم.

وقالت شركة كوندور الألمانية للطيران، وهي جزء من مجموعة توماس كوك، إنها تقدمت بطلب للحصول على قرض من الحكومة الألمانية. وتبحث الحكومة هذا الطلب.

وحاولت المجموعة جمع مئتي مليون جنيه إسترليني بالإضافة إلى ضخ رأس مال جديد بقيمة 900 مليون جنيه إسترليني كان قد أعلن سابقا لتجنب انهيارها، بعدما واجهت الشركة الرائدة في مجال السفر صعوبات سببها المنافسة من مواقع إلكترونية خاصة بالسفر وقلق المسافرين من ملف البريكست.

وعند نشر بيانات المجموعة المالية في أبريل الماضي، ألقى رئيس المجموعة بيتر فانك هاوسر" باللوم على "البريكست" الذي تسبب بإغراق ميزانية الشركة وأدى إلى تكبدها خسارات كبيرة، خصوصا أن الزبائن أرجؤوا رحلاتهم مع عدم معرفتهم بما سيؤول إليه ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويعمل في "توماس كوك" نحو 22 ألف شخص حول العالم ولديها أكثر من 20 مليون عميل في 16 دولة.

وتدير توماس كوك فنادق ومنتجعات وشركات طيران وسفنا سياحية، وتعاني من ديون متراكمة قدرها 1.7 مليار جنيه إسترليني (2.12 مليار دولار).

جدير بالذكر أن، أزمة "توماس كوك" أثارت قلق العديد من الدول في المنطقة العربية مثل المغرب، وتونس التي كانت تؤمن سنويا لسوقها ما يقارب 600.000 سائح من مختلف دول العالم.

وكان من المتوقع أن ترتفع الأعداد بدرجة كبيرة هذه السنة قبل تفجر الأزمة الجديدة.

واستفاد المغرب من الاضطرابات التي طالت تونس ومصر في السنوات الأخيرة، حيث استطاع استمالة الرحلات القادمة من أوروبا والتي تؤمنها "توماس كوك".

ولم تعلق السلطات المغربية حتى الآن على التطورات الحاصلة لـ"توماس كوك"، وما إذا كانت السياحة في البلاد ستتأثر من "الأزمة"، التي تعيشها أقدم شركة رحلات في العالم.


إقــــرأ المزيد