X

تابعونا على فيسبوك

"بوريطة": الشراكة الأفريقية-الأوروبية تتطلب تبديد سوء الفهم حول الهجرة

الجمعة 28 يناير 2022 - 11:10

شارك "ناصر بوريطة"، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في اجتماع رفيع المستوى حول موضوع "الهجرة والتنقل في الشراكة بين أفريقيا وأوروبا"، نظمته مؤسسة أفريقيا-أوروبا، يومه الخميس 27 يناير الجاري، عبر تقنية التناظر المرئي، استعدادا للقمة السادسة بين الإتحاد الأوروبي وأفريقيا، المقررة ببروكسيل يومي 17 و18 فبراير المقبل.

وقال "بوريطة"، في كلمة له خلال الإجتماع، إنه من الضروري لتعزيز الشراكة الأفريقية-الأوروبية "تبديد حالات سوء الفهم التي تحيط بظاهرة الهجرة". مضيفا "إذا كانت الهجرة تشكل تحديا مشتركا، فإن المصالح المرتبطة بها تظل في الغالب متناقضة". وشدد على أنه "لكي تكون (المصالح) متقاربة، من الضروري تبديد حالات سوء الفهم التي تحيط بظاهرة الهجرة"، مشيرا إلى أن أول سوء فهم يتعلق بـ"المعرفة".

وأوضح وزير الخارجية المغربي، أن "سياسات الهجرة يجب أن تقاوم تدارس الحقيقة بدلا من الإستسلام لإغراء الجدل. يتعين عليها، معززة بالأرقام، الإعتراف بأن الأزمة ليست أزمة هجرة بل أزمة سياسية"، مضيفا أن سوء الفهم الثاني يتعلق بهدف سياسات الهجرة. مؤكدا أنه يجب "التوقف عن إيهام العالم بأن سياسات الهجرة ستتمكن يوما ما من وقف تدفقات الهجرة". وأردف "لا شيء، ولا حتى جائحة ما، يمكنه أن يوقف ظاهرة طبيعية كانت موجودة دائما وستستمر في الوجود". 

وتابع دبلوماسي المملكة، أن سوء الفهم الثالث يتعلق بالنهج، موضحا أنه "يجب علينا التوقف عن إسناد مهمة تدبير الهجرة للمهربين من خلال قطع طرق الولوج المشروعة إلى أوروبا، بنفس الطريقة التي يتعين علينا الإعتراف بأن الآفة ليست هي الهجرة، وإنما تهريب المهاجرين، الذي يشكل، علاوة على ذلك، المصدر الثالث لأرباح المنظمات الإجرامية". وسجل أنه "يتعين علينا تغيير النهج، أي الإعتراف بأن الهجرة لا تحتاج إلى استراتيجيات مهدئة وفورية، بل إلى إجراءات إبداعية ومبتكرة تجمع بين المدى القصير والمتوسط والطويل". مشيرا إلى أن الهجرة "ليست مسألة تدبير حدود فقط"، بل إنها، أيضا، تعزيز وتنظيم التنقل القانوني.

وزاد الوزير: "نريد أن نجعل من الهجرة قوة وليس نقطة ضعف للشراكة بين أوروبا وأفريقيا"، مشددا على أنه "على الرغم من كون الأصابع تشير إليها في غالب الأحيان، إلا أن أفريقيا تؤدي دورها". ولفت إلى أن الهجرة يمكن أن تساهم في إصلاح الشراكة بين إفريقيا وأوروبا، لاسيما أنها تخلق روابط إنسانية وأوجه تكامل اقتصادي وتعاون سياسي. مؤكدا أن جلالة الملك هو مصدر السياسة الأفريقية الموحدة في مجال الهجرة الواردة في "الأجندة الإفريقية حول الهجرة" وإنشاء المرصد الأفريقي للهجرة الذي تم افتتاحه في 18 دجنبر 2020 بالرباط. وخلص "نريد أن تكون هذه القضية على جدول أعمال القمة الأوروبية-الأفريقية المقبلة"، مشددا على أن "الشيء الذي يوجد على المحك في قضية تدبير الهجرة هو، في الواقع، رؤيتنا للشراكة".


إقــــرأ المزيد