X

تابعونا على فيسبوك

بروفايل .. البروفيسور رشيد اليزمي.. المخترع المغربي الذي أحدث "ثورة" في بطاريات الهواتف النقالة.. وحرم من جائزة "نوبل"

الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 - 17:31

فهد صديق

أدهش العالم باختراعاته وخاصة في مجال "علم المواد"، بعد أن أحدث طفرة كبيرة ومذهلة في نظام تخزين الطاقة عن طريق اكتشافه شريحة من "الليثيوم" تعتبر اليوم من مكونات بطاريات الهواتف النقالة الأساسية، والتي سمحت بتكديس كم كبير من الطاقة في مساحات صغيرة؛ إنه المهندس والمخترع المغربي "رشيد اليزمي"، والذي برز إسمه بقوة في الآونة الأخيرة إثر تصنيفه ضمن أهم عشر شخصيات مسلمة نظرا لإنجازاته العلمية المهمة.

وليس هذا الإكتشاف الكبير الأول للبروفيسور المغربي الذي سبق له القيام بدور حاسم في تطوير أولى بطاريات الليثيوم في ثمانينات القرن الماضي، مما أهله لنيل جائزة "درابر" المرموقة سنة 2014 من الأكاديمية الوطنية للهندسة بواشنطن. وبحسب اليزمي، فإن هذه الشريحة بإمكانها تقديم معلومات مفيدة لشاحن البطارية الذي يفعل حينها "بروتوكولا لتكييف الشحن" يختلف عن الموجود حاليا ويمكنه، عند الحاجة، شحن البطارية في عشر دقائق حسب حالتها الصحية بالتأكيد. 

وأعرب الباحث المغربي، عن قناعته بأن هذه التكنولوجيا الجديدة ستدمج في جميع المجالات التطبيقية لبطاريات الليثيوم كالإلكترونيك المحمولة (الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والمحمولة وغيرها)، والعربات الكهربائية (الدراجات الهوائية والدراجات النارية والسيارات والحافلات والشاحنات والسفن)، وفي أنظمة تخزين الطاقة، خاصة الطاقتان الشمسية والريحية، بل تمتد أيضا إلى التحديد الدقيق لحالة الشحن، وحالة الصحة والسلامة التي تكتسي أهمية كبرى من أجل استعمال آمن وطويل الأمد للبطاريات.

بيوغرافيا

ولد المهندس وعالم الكيمياء المغربي "رشيد اليزمي"، بمدينة فاس عام 1953، تلقى تعليمه الثانوي في ثانويتي مولاي رشيد ومولاي إدريس بفاس، حيث نال شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الرياضية سنة 1971، خولته الإلتحاق بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث لم يمكث فيها إلا سنة واحدة قبل أن يلتحق بسلك الأقسام التحضيرية لكبرى مدارس الهندسة والتي مكنته من ولوج معهد "غرونوبل" للتكنولوجيا بفرنسا سنة 1978.

ونجح في إنجاز الماجستير في ثلاث سنوات، ليحصل على منحة لدراسة الدكتوراه ويركز أبحاثه على بطاريات "الليثيوم" التي كانت في حينها غير قابلة للشحن وتمكن بالفعل من جعلها كذلك، وبعد الحصول على الدكتوراه انتقل للعمل بالمركز الوطني في فرنسا. 

وفي عام 1998، ارتقى اليزمي ليصل إلى منصب مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، وبالموازاة مع ذلك عمل أستاذا زائرا في جامعات طوكيو اليابانية بين سنتي 1988 و1990. وبعدها بعام التحق بجامعة كاليفورنيا للتقنية بأمريكا، وخلال عشر سنين فيها أنجز 60 بحثا علميا وأكثر من 50 براءة اختراع، كما عمل مع وكالة "ناسا" للفضاء في مشروع لإنتاج روبوت لإكتشاف المريخ، وكان هذا الروبوت أول روبوت في العالم يعمل ببطارية الليثيوم وأطلق رسميا عام 2005.

هذا فضلا عن إنشائه سنة 2007 "CFX Battery"، وهي شركة ناشئة في كاليفورنيا متخصصة في تطوير وتسويق براءات اختراعاته، خصوصا، تلك المتعلقة بمجال بطاريات أيون الفليور. 

وفي رحلة علمية جديدة، انتقل العالم المغربي في عام 2010 إلى سنغافورة للعمل مديرا للأبحاث في الطاقة المتجددة بجامعة للتكنولوجيا، وحصل في سبع سنوات على أكثر من 40 براءة اختراع، بما يعادل ابتكارا أو اختراعا جديدا كل شهرين. لينال في العام 2014، الوسام الملكي للكفاءة الفكرية من الملك محمد السادس، كما حصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا سنة 2015. 

وأثار استثناؤه من التتويج بجائزة "نوبل" للكيمياء برسم عام 2019 والتي تقاسمها ثلاثة علماء، (أثار) حفيظة الكثيرين وخاصة المغاربة منهم والذين اعتبروا أنه كان يستحق كذلك الحصول عليها، وعن ذلك يقول اليزمي: "إن الإختيار كان صعبا أمام اللجنة لإختيار أسماء المتوجين، مشددا على دوره وإسهامه الكبير في تطوير هذه البطاريات، التي تتضمن مادة الكرافيت التي اخترعتها سنة 1980". مشيرا إلى أنه كباحث علمي "جد سعيد بعد تتويج هذه البطاريات، وكل من نجح في ذلك لهم فضل كبير في ذلك، وأنا سأستمر في خدمة العلم".

 


إقــــرأ المزيد

تابعونا على فيسبوك