X

تابعونا على فيسبوك

الراحل "عبد الله القادري".. الكولونيل الذي عايش محاولات "الإنقلاب الفاشلة".. وتمرد على "الهمة"

الأربعاء 02 أكتوبر 2019 - 17:02

فهد صديق

رحل عن هذه الدنيا مخلفا وراءه تاريخا عسكريا وسياسيا طويلا ومليئا بالفخاخ، إنه الكولونيل والوزير السابق "عبد الله القادري"، مؤسس "الحزب الوطني الديمقراطي"، الذي كان شاهدا على محاولة "انقلاب الصخيرات" الفاشلة سنة 1971، التي نجا منها الملك الراحل الحسن الثاني بأعجوبة، وكلف بإعدام "المتآمرين العسكريين" ممن كان يصفهم الإعلام الرسمي آنذاك بـ"الخونة"، قبل أن يسجن هو الآخر لبضعة أشهر بعد الإشتباه في كونه كان على علم بـ"المؤامرة"، ليقرر جلالته تبرئته مما نسب إليه بعدما اطلع بنفسه على تفاصيل القصة.

واعترف الكولونيل الراحل في كثير من المناسبات، بأن هذه الفترة كانت الأصعب في حياته، وسرد كيف أن قادة المحاولة الإنقلابية طلبوا منه في آخر لحظة الإنخراط معهم في "انقلابهم"، فرفض ذلك رغم أنهم هددوه بالسلاح. وبعد فشل المحاولة استغل الجنرال "البشير البوهالي"، الذي لم يكن على وفاق معه؛ هذا الوضع ليصيب انتقامه الشخصي، فأمره بقيادة الفرقة التي ستعدم أحد أعز أصدقائه، وهو ما لم يجد مهربا من تنفيذه، قبل أن يتابع جثته وهي تحمل بواسطة جرافة وتوضع في مقبرة جماعية إلى جانب جثت باقي العسكريين. وبعد انقضاء فترة سجنه المحددة في خمسة أشهر، عاد عبد الله القادري إلى الجيش كما كان، لكن محاولة الإنقلاب الثانية (إسقاط طائرة الملك) والتي قادها الجنرال "أوفقير" في غشت 1972، كانت النقطة التي أفاضت الكأس ودفعته للإبتعاد عن القوات المسلحة الملكية والإنتقال إلى عالم السياسة.

بيوغرافيا

التحق عبد الله القادري، المزداد سنة 1937 بمدينة برشيد، وخريج المدرسة العسكرية المتخصصة "سان سير" بفرنسا، بصفوف القوات المسلحة الملكية سنة 1956، وكان من الوجوه التي رافقت "أحمد عصمان" في تأسيس حزب "التجمع الوطني للأحرار" سنة 1973، قبل أن يقرر تأسيس "الحزب الوطني الديمقراطي" سنة 1982، الذي صار برلمانيا باسمه رفقة نواب آخرين، وهو الحزب الذي ظل لسنوات رقما صعبا في المعادلة السياسية المغربية. كما تقلد عدة مسؤوليات خلال مساره السياسي، من بينها ترؤسه للمجلس البلدي لبرشيد وترؤسه لجهة الشاوية ورديغة، لكن أبرز مناصبه كانت تسميته في يوليوز من سنة 1990 وزيرا للسياحة في حكومة "عز الدين العراقي"، لكنه لن يعمر فيها طويلا، إذ سيتركها بعد أقل من عام.

وكان أكبر سوء تقدير سياسي في حياة الراحل، هو قبوله بدمج حزبه مع حزب "الأصالة والمعاصرة" سنة 2008، ليؤدي الخلاف بينه وبين "فؤاد عالي الهمة" إلى مطالبته بـ"استرجاع حزبه"، وهو الأمر الذي كان مستحيلا، ليقرر بعدها تأسيس حزب جديد سنة 2009 سماه "الحزب الديمقراطي الوطني"، الذي نجح باسمه في الإنتخابات الجماعية بمعقله برشيد. وفي سنواته الأخيرة اختار الإبتعاد ما أمكن عن الصراعات السياسية، قبل أن يكتب القدر في 24 شتنبر 2019، السطر الأخير من حياته عن عمر يناهز 83 سنة. 

 

 


إقــــرأ المزيد

تابعونا على فيسبوك