الدّلاح يفقد حلاوته بعد الضغط على المزارعين
فهد صديق
بعد قرار السلطات تقنين زراعة البطيخ الأحمر، بسبب الإجهاد المائي غير المسبوق الذي تعرفه المملكة نتيجة قلة التساقطات المطرية، وصلت أسعار هذه الفاكهة التي يكثر الإقبال عليها خلال فصل الصيف إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.
"الدّلاح" ليس في متناول الجميع
سجلت أسعار البطيخ ارتفاعا ملحوظا حيث تراوحت بين 5 دراهم و20 درهما للكيلوغرام الواحد، وقد تصل إلى مستويات قياسية في الوحدة التي تزن 10 كلغ، بأسعار تتراوح بين 70 درهما و200 درهم.
وأكد فلاحو "الدلاح"، أن هذه الفاكهة قد لا تكون في متناول العديد من فئات المجتمع المغربي هذا الصيف، بفعل الأسعار الباهظة، الناجمة عن قلة العرض في الأسواق، فيما أشار بعضهم إلى أن الشهور القادمة ستكون على وقع الندرة في البطيخ.
وأوضح أحد المزارعين، أن العرض الموجود في شيشاوة لا يرقى إلى الطلب في السوق المغربية، وحاليا زاكورة وتارودانت تقدمان منتجا ضعيفا للغاية. مؤكدا أن حظر زراعة البطيخ في مناطق كطاطا أثر بشكل كبير على وفرة العرض هذه السنة، وبالتالي ستكون الأسعار على وقع الإرتفاع.
البطيخ الأحمر يستنزف الماء
اعتبر "رشيد فصيح"، رئيس جمعية "بييزاج" البيئية بجهة سوس ماسة، أن تدخل السلطات الفلاحية واللجان المحلية له ما يبرره في ظل تنامي الجفاف الحاد وشح التساقطات والإتجاه التدريجي نحو التصحر الكامل للمناطق الجنوبية الشرقية، وتأثير التغير المناخي وضرورة التأقلم مع هذه الوضعية المناخية والمعطى الطبيعي.
وسجل "فصيح"، أن إنتاج كيلوغرام واحد من البطيخ الأحمر يتطلب استنزاف واستهلاك 45 لترا من الماء، في حالة الإعتماد على تقنية التنقيط الموضعي، مما يعني أن بطيخة بوزن 10 كيلوغرامات قد تستهلك 450 لترا من المياة العذبة الصالحه للشرب خلال فترة نموها. وإذا ما ضربنا العدد في المساحة المغروسة وعدد البطيخات فسنصل إلى آلاف الأمتار المكعبة.
وكانت الحكومة قد اتخذت قرارا يقضي باستثناء الزراعات المستنزِفة للماء من الدعم المخصص لمشاريع الري الموضعي، كخطوة لمحاصرة انتشار هذه الزراعات.