X

اعتقالات المؤثرين... هل هي بداية نهاية التفاهة؟

اعتقالات المؤثرين... هل هي بداية نهاية التفاهة؟
الأمس 11:31 الصحفيين: Harbal Wafae
Zoom

أثارت سلسلة من الاعتقالات التي طالت عددًا من أبرز المؤثرين المغاربة، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. حيث أشعلت نقاشا حول ما إذا كانت تمثل بداية النهاية لظاهرة التفاهة التي اجتاحت منصات التواصل في السنوات الأخيرة.

اعتقالات تهز السوشيال ميديا

في خطوة غير مسبوقة، تم توقيف بعض من أشهر المؤثرين المغاربة بتهم تتعلق بنشر محتويات تروج للقيم السطحية والتافهة التي يراها الكثيرون أنها لا تضيف أي قيمة حقيقية للمجتمع. ومن بين هؤلاء، جاء اعتقال رضى ولد الشينوية، الذي أصبح معروفًا بمحتوياته التي تثير الجدل. إذ قضت المحكمة الزجرية بالدار البيضاء، أول أمس الاثنين بحبسه ثلاث سنوات نافذة بتهم تتعلق بالتشهير والمس بالحياة الخاصة.

كما صدر حكم بحبس اليوتيوبر و"الستريمر" إلياس المالكي لمدة أربعة أشهر، مع تغريمه مبلغ 5000 درهم، وذلك على إثر شكاية تقدمت بها 38 جمعية نسائية وحقوقية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث أُضيفت إلى العقوبة ثلاثة أشهر أخرى نافذة، مع غرامة قدرها 2000 درهم، بعد إدانته بجرائم التحريض على التمييز والكراهية عبر الوسائل الإلكترونية، والتمييز القائم على الجنس، ونشر ادعاءات تستهدف انتهاك خصوصية الأفراد والتشهير بهم. بالإضافة إلى ذلك، شملت الإدانة توجيه الشتائم والقذف ضد المرأة بسبب جنسها، إلى جانب ارتكاب أشكال متعددة من العنف النفسي والجسدي والاقتصادي ضد النساء.

وأقدمت المصالح الأمنية، مساء أمس الثلاثاء، على توقيف "التيكتوكر" هيام ستار، حيث تم وضعها تحت الحراسة النظرية إثر تلقي شكايات متعددة من فعاليات جمعوية وحقوقية. وتأتي هذه الشكايات على خلفية نشرها مقاطع فيديو توثق لحالات سكر علني، إلى جانب سب مؤسسات الدولة وتعنيف أطفالها. كما أثارت جدلًا واسعًا بإعلانها اعتناق الديانة المسيحية.

هل هي نهاية التفاهة؟

تشهد الساحة الرقمية تحولا لافتا قد يعيد تشكيل ملامحها بشكل جذري، بعد اعتقال عدد من المؤثرين الذين لطالما ارتبطت محتوياتهم بمفهوم "التفاهة" وخلقت جدلا واسعا.

وفي هذا السياق، تصاعدت المطالب عبر منصات التواصل الاجتماعي بضرورة الحد من هذا النوع من المحتوى الذي يزداد انتشارا، معتبرين أن تلك "التفاهات" قد تشكل تهديدا للقيم المجتمعية.

مطالب بتطهير السوشال ميديا

في أعقاب سلسلة من الاعتقالات التي طالت عددا من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، اشتعلت منصات التواصل بانتقادات لاذعة، حيث عبر النشطاء عن استيائهم مما وصفوه بـ"التفاهة" المتفشية في المحتوى الرقمي. ووصف البعض هؤلاء المؤثرين بأنهم "ناشرون للمحتوى الهابط"، معتبرين أنهم يسيئون إلى القيم المجتمعية ويفسدون عقول الشباب.

كما عبر العديد من الرواد عن تأييدهم لتحركات السلطات، مطالبين بخطوات أوسع لتطهير المنصات الرقمية، لا سيما "يوتيوب"، من محتوى يسيء لصورة المغاربة، وخاصة المرأة، وينتهك الحياء العام. كما دعوا إلى التصدي لكل من يستغل هذه المنصات لبث رسائل تهدد النسيج الأخلاقي للمجتمع.

وأكد العديد من النشطاء على ضرورة تكثيف الرقابة على المحتوى الرقمي، داعين إلى تطبيق القوانين بشكل صارم ضد من يتجاوزون الحدود الأخلاقية في بث المحتويات التي تروج للعنف و التفاهة.


إقــــرأ المزيد