Advertising

بالأرقام..المخدرات بين القاصرين تتزايد

الأمس 18:43
بالأرقام..المخدرات بين القاصرين تتزايد
Zoom

سجل التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (ONUDC) لعام 2025 تحولات مقلقة في أنماط تعاطي المخدرات بالمغرب، لا سيما بين الفئات العمرية الشابة.

ففي سنة 2023، لوحظ ارتفاع ملحوظ في استهلاك بعض المواد المخدرة بين القاصرين دون سن 18 عامًا، في حين بقي الوضع مستقراً نسبياً بين البالغين.

ووفقًا لتحليل الخبراء، لم يشهد استهلاك القنب الهندي تغيرًا كبيرًا على المستوى العام، مع تسجيل انخفاض طفيف لدى القاصرين، واستقرار في الفئات العمرية من 18 إلى 24 سنة وما فوق 25 سنة. بالمقابل، سجلت زيادة طفيفة في استهلاك الكوكايين بين القاصرين، ما ينذر بانتشار تدريجي لهذه المادة الخطيرة بين اليافعين.

وأخطر ما رصده التقرير هو الارتفاع الحاد في استخدام الأدوية النفسية بشكل غير طبي، حيث تجاوز معدل الزيادة لدى القاصرين 10%. ويشمل ذلك المهدئات والمسكنات التي تُستهلك دون إشراف طبي، ويربط التقرير هذه الظاهرة بسهولة الوصول إلى هذه الأدوية، إضافة إلى انتشار حالات اضطرابات نفسية غير مشخّصة بين الشباب.

أما الهيروين، فرغم استقرار الوضع العام، فقد شهد استهلاكه بين القاصرين زيادة تتراوح بين 5 و10%، ما يزيد من احتمالية وقوع هذه الفئة في إدمان حاد يصعب علاجه.

وتشير بيانات 2021 إلى أن 10% من حالات العلاج من الإدمان في المغرب كانت بسبب الترامادول كمادة رئيسية. اللافت هو التفاوت الكبير بين الجنسين، إذ بلغت نسبة الإناث المعالجات من إدمان الترامادول حوالي 17% مقابل 9% بين الذكور، ما يجعل المغرب من الدول الإفريقية القليلة التي تتفوق فيها نسبة الإناث على الذكور في تعاطي هذه المادة.

وعلى الصعيد الدولي، شهدت سنة 2023 ارتفاعًا بنسبة 12% في مضبوطات الكوكايين في الأسواق التقليدية (أمريكا، أوروبا، أوقيانوسيا) لتصل إلى 2235 طنًا، أي 98% من الإجمالي العالمي. لكن التحول الأبرز كان في الأسواق الناشئة، خاصة في إفريقيا وآسيا، حيث سجلت المضبوطات زيادة قياسية بنسبة 85% مقارنة بالعام السابق، مما يعكس توسع شبكات تهريب الكوكايين نحو مناطق جديدة.

وشملت هذه الزيادة عدة دول إفريقية بينها المغرب، حيث لوحظ ارتفاع في حالات العلاج من تعاطي الكوكايين إلى جانب بلدان مثل أنغولا، الرأس الأخضر، كوت ديفوار، ليبيريا، السنغال، وزامبيا. ورغم أن حجم المضبوطات في هذه المناطق لا يتجاوز 3% من الإجمالي العالمي، إلا أن هذه الأرقام تشير إلى نشاط خفي وغير مرصود كفاية.

في ظل هذه المؤشرات المقلقة، يثير التقرير تساؤلات جادة حول فعالية برامج الوقاية، الإدماج، والعلاج، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية القاصرين عبر تعزيز التشخيص النفسي المبكر، تشديد الرقابة على الأدوية، وتكثيف حملات التوعية في المدارس والمجتمعات.


إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو