تابعونا على فيسبوك
جنوب إفريقيا.. انتخابات حاسمة تهدد المؤتمر الوطني الإفريقي
تأتي الانتخابات العامة التي أجريت أمس الأربعاء في جنوب إفريقيا في زمن حرج بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، فقد تُعتبر هذه الفترة نقطة تحوُّل رئيسية في المشهد السياسي للبلاد، حيث ينذر بتأثيرات قد تكون دراماتيكية على مسار الحزب، وتضيف نقطة أخيرة إلى سجله السياسي بعد ثلاثة عقود من السيطرة على السلطة.
إذا كانت الأصوات المختلفة تشير إلى أزمة عميقة تواجهها الجماهيرية الأفريقية - حزب نيلسون مانديلا، فإن الاقتراع قد يمثل تغييراً جذرياً في الطريقة التي تدار بها الأمور في الساحة السياسية للبلاد. يتوقع أن يفقد الحزب الحاكم الأغلبية المطلقة على المستوى الوطني، مما يمهد الطريق لتغيرات كبيرة في هيكل الحكم، خاصة مع احتمالية خسارته لأول مرة لغالبية مقاعد البرلمان، مما يدفعه للبحث عن تحالفات جديدة لضمان بقائه في السلطة.
يعاني حزب المؤتمر الوطني الإفريقي من مجموعة من التحديات الكبيرة ويواجه وضعاً غير مسبوق، حيث يتهدد بفقدان الأغلبية المطلقة بنسبة تقل عن 50 في المئة في الانتخابات، مما سيضطره إلى الاعتماد على تكتيكات التحالف للبقاء في الساحة السياسية.
يجد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي نفسه في مواجهة معارضة متزايدة، بما في ذلك من حزب أومكونتو وي سيزوي الذي أسسه جاكوب زوما، وحزب التحالف الديمقراطي، الذي يعتبر أكبر حزب معارض برلمانياً.
وتعتبر الخلافات الداخلية بين تيارات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أحد الأسباب الرئيسية في ضعفه، حيث يشهد الحزب صراعات بين مجموعاته المختلفة، وتتوزع هذه الفصائل بين الليبراليين والشيوعيين والنقابيين والقوميين والديمقراطيين الاجتماعيين، مما يجعله في موقف حرج يتطلب استعادة وحدته وتنظيمه.
يعتقد العديد من المحللين أن الفصيل القومي قد يستغل هذه الفجوات الداخلية في حال فشل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في الحصول على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، مما قد يفتح الباب أمام عودته إلى السلطة بالتحالف مع الأحزاب الأخرى، وهو ما يثير مخاوف من تفاقم الفساد وتأثيره على الديمقراطية في البلاد.