X

الأفوكادو المغربي يشعل غضب المزارعين الإسبان

الأفوكادو المغربي يشعل غضب المزارعين الإسبان
الأربعاء 16 - 18:12
Zoom

اصطف مزارعو إقليم كاستيون الإسباني في وقفات احتجاجية صامتة، يعبرون بصمتهم الغاضب عن مأساة اقتصادية تتفاقم. وقد تسبب غزو كميات ضخمة من الأفوكادو المغربي للسوق الإسبانية، في انهيار الأسعار بنسبة بلغت 29%، ليهوي سعر الكيلوغرام الواحد من 2.44 يورو في مارس 2024 إلى 1.73 يورو فقط في الشهر ذاته من العام الجاري.

وتكشف أرقام وزارة الفلاحة الإسبانية، التي نشرتها منظمة La Unió Llauradora، أن كاستيون تُعد من أعمدة إنتاج الأفوكادو في البلاد، إذ تحتضن نحو 1,121 هكتارًا مزروعًا، ما يمثل قرابة 18.75% من المساحات الإجمالية المخصصة لهذه الزراعة على الصعيد الوطني.

لكن هذه القوة الإنتاجية لم تشفع للمزارعين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع منتوج مستورد يغزو الأسواق بأسعار منخفضة، لتبدأ فصول الخسارة. وبنبرة لا تخلو من الاتهام، وجه الفلاحون أصابع المسؤولية إلى الواردات المغربية التي ارتفعت بنسبة مذهلة بلغت 89% خلال عام واحد، إذ تجاوزت 14 ألف طن في يناير فقط. واعتبرت المنظمة أن هذه الكميات "تُغرق الأسواق وتُجهز على الإنتاج المحلي"، مما يُهدد استمرارية عمل صغار الفلاحين ويجعل مستقبلهم الزراعي على كف عفريت.

في هذا السياق، وجهت المنظمة الفلاحية نداءً حارًا للمستهلك الإسباني، داعية إياه إلى دعم المنتوج الوطني ليس فقط كخيار استهلاكي، بل كخط دفاع أخير عن الفلاحين، وعن البيئة، وعن السيادة الغذائية.

لكن الأزمة لا تتوقف عند انهيار الأسعار وحدها؛ فمع ضعف الإجراءات الأمنية، اشتكى المزارعون من تفشي ظاهرة السرقات في الحقول خلال موسم الجني، ما عمّق الجراح وزاد من شعورهم بالتهميش والنسيان.

وبين قوسَي المطالب، طالبت المنظمة السلطات الإسبانية بتكثيف التواجد الأمني في المناطق الزراعية، وتسريع وتيرة البحث العلمي في مجالات الري والزراعة الذكية، بوصفها أسلحة استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية وتثبيت قدم الفلاحة الإسبانية في سوق باتت أكثر تقلبًا من أي وقت مضى.

أضف تعليقك

300 / الأحرف المتبقية 300
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

تعليقات (0)

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي ولو.برس

إقــــرأ المزيد