تابعونا على فيسبوك
سفير المغرب: المملكة مُستعدة لتعزيز العلاقات بين الصين وأفريقيا
قال "عبد القادر الأنصاري"، سفير المملكة المغربية في الصين، في حوار أجراه مع القناة الصينية "سي جي تي إن"، إن المغرب مُستعد للإضطلاع بدور ريادي في تعزيز علاقات التعاون الثلاثي بين الصين وأفريقيا في عدد من القطاعات المهمة.
وأضاف "الأنصاري"، أن "المغرب يتطلع للعمل مع الصين لصالح القارة الأفريقية، وذلك بحكم علاقاته التاريخية مع الدول الأفريقية"، مُسجّلاً أن المملكة مُستعدة للإضطلاع بدور ريادي في تعزيز التعاون الثلاثي لفائدة الشركاء من كلا الجانبين، في ميادين التكوين والصحة والمحافظة على الماء والحكامة. مُوضحا أن المغرب والصين يتوفران على تجربة مهمة ومعترف بها دوليا يمكن أن تفيد الشركاء في القارة الأفريقية.
وأفاد سفير المملكة، بأن أفريقيا شكّلت على الدوام أولوية للسياسة الخارجية للمغرب على جميع المستويات، شأنها في ذلك شأن الصين، لافتا إلى أن المغرب كان دائما من المساهمين النشيطين في منتدى الصين وأفريقيا منذ تأسيسه سنة 2000، وذلك من خلال حضور رفيع المستوى في جميع الإجتماعات، ومجموعة من المبادرات الرامية لتفعيل هذا المنتدى لصالح الصين و القارة الإفريقية. وأردف أن رؤية المغرب في ما يخص التعاون مع أفريقيا تتطابق إلى حد كبير مع المبادرات والتوجهات التي اتخذتها الصين، مشيرا إلى رغبة الدول الأفريقية في الإستفادة من التجارب والإستثمارات الصينية.
وأبرز الدبلوماسي المغربي، أنه بعد الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس لبكين سنة 2016 اتخذ جلالته قرارين مهمين يتجليان في إعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرة دخول المغرب، وإنشاء مدينة محمد السادس التقنية، والتي تستقبل العشرات من الشركات الصينية الكبيرة المشتغلة في العديد من المجالات. وتطّرق للعلاقات السياسية الممتازة بين البلدين، مُسجّلا أن المغرب والصين وقعا خلال الأربعين سنة الماضية على عدد كبير من الإتفاقيات في جميع المجالات، مما كان من شأنه توفير إطار قانوني يضمن إجراء المبادلات التجارية و الإستثمارات في ظروف نموذجية.
وأشار إلى أن المغرب يتوفر على مناخ اقتصادي محفز و إيجابي جدا منفتح على الإستثمارات الأجنبية، وكفاأت مهنية عالية الجودة، مؤكدا أن المملكة انخرطت منذ عشرين سنة في عدد كبير من المشاريع الهامة، لاسيما تلك التي تهم البنية التحتية والموانئ والقطار فائق السرعة، ناهيك عن قطاعات الطاقات المتجددة و السيارات. مُبرزا أن الصين تُعتبر الشريك التجاري الثالث للمغرب في العالم، وشريكه الإقتصادي الأول في آسيا، وسجّل أن هناك آفاق واعدة بين كلا البلدين في ما يخص التبادل التجاري والإقتصادي و كذا التعاون في المجال المالي.
وشدّد "الأنصاري"، على أن العلاقات بين البلدين عرفت منعطفا تاريخيا مهما من خلال زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى بكين في ماي 2016، حيث تم الإتفاق بين جلالته والرئيس شي جين بينغ على إرساء شراكة استراتيجية بين البلدين تستند على ثلاثة محاور رئيسية، وهي التشاور السياسي المستمر عبر تنسيق المواقف، و شراكة اقتصادية في جميع المجالات لاسيما القطاعات التي تعرف تطورا تكنولوجيا وتقنيا مهما من قبيل صناعة السيارات، والطاقات المتجددة، والفلاحة، ومشاريع البنية التحتية، فضلا عن العلاقات الثقافية والإنسانية. مُؤكدا أن المغرب والصين دافعا على الدوام على مبادئ السيادة الوطنية، والوحدة الترابية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومجتمع دولي مبني على العلاقات متعددة الأطراف، كما أنهما يدافعان في المحافل الدولية عن الأمن والسلم، ويطالبان باقتصاد متوازن يمكن الدول السائرة في طريق النمو من الإرتقاء نحو مزيد من الإزدهار.
وخلص إلى السفير المغربي، إلى أن المملكة مُقبلة على تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 إلى جانب كل من إسبانيا و البرتغال، مما سيجعل المملكة وجهة للسياح من كل أنحاء العالم، مُعربا عن أمله في استقبال عدد كبير من السياح الصينيين بهذه المناسبة.