تابعونا على فيسبوك
أخنوش يدعو إلى إدماج التكنولوجيا في تدبير المؤسسات السجنية
دعا "عزيز أخنوش"، رئيس الحكومة، خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الدوري السابع لجمعيات إدارات السجون الأفريقية يومه الإثنين 12 ماي الجاري بتامسنا، إلى جعل التكنولوجيا محوراً استراتيجياً في تدبير المرافق السجنية، مشدّداً على أن توظيفها لم يعد خيّاراً بل "أمراً حتمياً ورافعة أساسية لتأهيل المؤسسات السجنية، وتحسين ظروف الإيواء، وضمان الأمن، والتدبير الرشيد، وإعادة الإدماج".
وأبرز "أخنوش"، في كلمة ألقتها نيابة عنه وزيرة الإقتصاد والمالية "نادية فتاح العلوي"، التوجه المغربي نحو دمج الرقمنة في مقاربة شاملة لإصلاح القطاع السجني، في سياق تتسارع فيه التطورات التكنولوجية وتفرض تحديات جديدة غير معهودة. مؤكداً أن إدماج التكنولوجيا في المؤسسات السجنية يشكل أداة فعالة ضمن ورش الإصلاح الإداري والتحديث الشامل للمرفق السجني، معتبراً أن الإستثمار في تقنيات المراقبة والرقمنة يتيح تحسين شروط الإيواء، وضمان حقوق المعتقلين، وتعزيز مراقبة حركة السجناء، وتتبع التحركات داخل المؤسسات، ضمن بيئة آمنة وخاضعة للرقابة الدقيقة.
وأشار رئيس الحكومة، إلى أن هذا التوجه يأتي استجابة لتحولات جوهرية يعيشها العالم، من قبيل صعود الذكاء الإصطناعي وتطور تقنيات التتبع والمراقبة، بما يفرض على الدول الأفريقية اللحاق بركب التطوير، وتبني نماذج حوكمة حديثة، من بينها القطاع السجني الذي يتأثر مباشرة بتعقيدات الجريمة العصرية، وخصوصًا الجريمة العابرة للحدود. وسجل أن المؤتمر يُشكّل محطة لتعزيز الشراكة بين إدارات السجون في القارة الإفريقية، وفرصة لتبادل التجارب الناجحة في مجال تكنولوجيا السجون، كما أكد أن اختيار هذا الموضوع بالذات يدل على وعي جماعي بضرورة تحديث مناهج التدبير في ظل التحديات المستجدة.
وشدّد على أن التأخر في مواكبة الثورة التكنولوجية يحمل كلفة باهظة على الدول والمجتمعات، داعياً إلى الإستثمار الجماعي في الأدوات الرقمية والابتكار التكنولوجي كوسيلة لتحسين الأداء العام، ليس فقط في قطاع العدالة والسجون، بل في مختلف مرافق الدولة. وأكد أن تنظيم هذا المؤتمر يعكس الرؤية الملكية للتعاون الإفريقي - الإفريقي، التي تجعل من المغرب شريكا موثوقا في نموذج التعاون جنوب – جنوب، قائم على التضامن، وتبادل الخبرات، وتثمين الرأسمال البشري الأفريقي، معتبراً أن هذا اللقاء "العائلي"، كما وصفه، يعبر عن العمق الإنساني والإقليمي لعلاقات المغرب مع باقي الدول الأفريقية في مجال تدبير المؤسسات السجنية.
وأضاف "أخنوش"، أن المؤتمر ينعقد في زمن عالمي مفصلي، تطبعه تحولات رقمية وتقنية غير مسبوقة، موضحاً أن هذا السياق يفرض على الدول الأفريقية - والمغرب في طليعتها - تطوير أدواتها التدبيرية والعدلية، بما يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي ويستجيب لتحديات حماية الحقوق والكرامة داخل الفضاء السجني. وأبرز أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، قطع أشواطا متقدمة في مجال تحديث الإدارة العمومية ورقمنتها، مستندا إلى مرجعيات دستورية وتشريعية واضحة، وإلى التوجيهات الملكية التي تؤكد ضرورة تسهيل الخدمات وتحقيق الشفافية والحكامة، مشيراً إلى إحداث وزارة للإنتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، التي أوكلت إليها مهام تسريع الرقمنة، وتمكين المواطنين من الولوج إلى الخدمات الرقمية على قدم المساواة، مع تحفيز الإقتصاد الرقمي واستقطاب المواهب والإستثمارات.
تعليقات (0)