تابعونا على فيسبوك
فرنسا تحيي الذكرى العاشرة لهجمات باريس
تستعد فرنسا الأسبوع المقبل لإحياء الذكرى العاشرة لأكثر الهجمات دموية في تاريخها الحديث، التي أودت بحياة 130 شخصاً في 13 نونبر 2015، عندما استهدفت سلسلة اعتداءات متزامنة العاصمة باريس وضواحيها، وتبناها تنظيم "الدولة الإسلامية".
الهجمات الدامية التي طالت قاعة الحفلات باتاكلان، وعدداً من المقاهي والمطاعم الباريسية، إلى جانب محيط ملعب “ستاد دو فرانس”، خلّفت صدمة عميقة في المجتمع الفرنسي، بعدما قتل المسلحون نحو تسعين شخصاً داخل القاعة أثناء حفل لفرقة إيغلز أوف ديث ميتال الأمريكية، فيما سقط عشرات الضحايا الآخرين في مواقع متفرقة من المدينة.
ومن المنتظر أن تُقام الخميس المقبل مراسم تذكارية رسمية في باريس، بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون وعدد من الشخصيات السياسية والأمنية، تكريماً لضحايا تلك الاعتداءات التي غيرت وجه فرنسا وأوروبا.
ويقضي صلاح عبد السلام، العضو الوحيد في الخلية الجهادية المكونة من عشرة عناصر الذي نجا من الموت، عقوبة السجن المؤبد منذ الحكم عليه عام 2022، بينما قُتل بقية منفذي الهجمات أثناء العمليات أو خلال مطاردتهم من قِبل الشرطة. وقد أعلنت وحدة مكافحة الإرهاب الفرنسية حديثاً توقيف ثلاثة أشخاص في إطار تحقيق مرتبط بتهديد إرهابي محتمل له صلة بعبد السلام.
الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا هولاند، الذي كان في سدة الحكم وقت وقوع الهجمات، قال في تصريح لوكالة فرانس برس إن “فرنسا تمكنت على مدى هذه السنوات من البقاء موحدة وتجاوز تلك اللحظة المظلمة”، مستعيداً مشهد ليلة الرعب التي عاشها في ستاد دو فرانس قبل أن يعلن أن بلاده “في حالة حرب” مع الإرهاب.
وعلى الرغم من مرور عقد كامل، لا تزال آثار المأساة حاضرة في ذاكرة الناجين وأسر الضحايا. فقد روت إيفا، التي فقدت ساقها في هجوم على مقهى “لا بيل إكيب”، أنها عادت تدريجياً إلى حياتها الطبيعية “لكنها لن تجلس أبداً وظهرها إلى الشارع”.
وتحمل شوارع باريس اليوم ألواحاً تذكارية بأسماء الضحايا، فيما يُرتقب افتتاح متحف لضحايا الإرهاب سنة 2029، ليضم مئات المقتنيات التي تخلّد تلك الليلة السوداء، بينها تذاكر حفلات، وغيتار غير مكتمل، وقائمة طعام مثقوبة بالرصاص من أحد مواقع الهجمات.
