X

أغرب "معجزات وكرامات" رجال التصوف.. سيدي بلعباس الملقب بـ"مول السحابة"

أغرب "معجزات وكرامات" رجال التصوف.. سيدي بلعباس الملقب  بـ"مول السحابة"
الاثنين 28 ماي 2018 - 23:32
Zoom

في إطار السلسلة الرمضانية التي يعرضها عليكم موقع "ولو.بريس" تحت عنوان "أغرب معجزات وكرامات رجال التصوف" من خلال رصد خوارقهم التي تناقلتها ألسنة الناس عبر مختلف الأزمنة، سنستعرض في هذه الحلقة سيرة أكبر أولياء مدينة مراكش والذي لا يخلو من ذكره كتاب عن التصوف في بلاد المغرب.

"أبو العباس السبتي".. عميد الأولياء وأشهر رجالات مراكش:

يعد أبو العباس أحمد بن جعفر الخزرجي السبتي المعروف ب"سيدي بلعباس"، المولود بمدينة سبتة عام 524 هجرية، ودفين باب "تاغازوت" بمدينة مراكش؛ أحد أشهر رجالات المدينة الحمراء السبعة على الإطلاق، والذي أوتي سلطة اللغة، وفصاحة اللسان، وقدرة على البيان والتبيان، وكان يأخذ بمجامع القلوب، ويسحر العامة والخاصة ببلاغته، كما أقام مذهبه على الصدقة والإحسان.

وقد قال ابن الزيات التادلي، عن هذا الولي الصالح في كتابه "التشوف إلى معرفة رجال التصوف"، إنه كان "يحسن إلى من يؤذيه ويحلم على من سفه عليه، رحيما عطوفا محسنا إلى المساكين واليتامى والأرامل. يجلس حيث أمكنه الجلوس من الأسواق والطرق فيحض الناس على الصدقة. ويأتي بما جاء من فضيلتها من الآيات والآثار، فتنثال عليه الصدقات فيفرقها على المساكين وينصرف".

غير أنه تواتر عن "أبي العباس السبتي" كرامات مشكوك في صحتها ومبالغ في أمرها، ومن ذلك تنبؤه بموته بست سنوات، وعلمه أيضا بموت زوج ابنته بعد أن أدرك هذا الأخير عجب بنفسه، وظن أنه قد زاد على مقام شيخه، فغير عليه قلبه، وسافر من مراكش، فجاءت يوما إليه ابنته فقالت: يا أبت إن زوجي غاب عني، فما أفعل؟ فقال لها "ليس زوجك، إعتدي فإنه مات الآن...".

ومن كراماته كذلك ما روي عن "خروج رجلين مع أبي العباس، وبعد أن أتيا إلى باب بحيرة الناعورة كان مغلقا، فلما وصل إليه أبو العباس انفتح له الباب، فدخلا البحيرة وظنا أنه فتح له رجل ما خلف الباب، فنظرا يمينا وشمالا فلم يروا أحدا، فعجبا من ذلك فالتفت إليهم وقال: أتعجبون من انفتاح الباب ولا تعجبون من هذه السحابة التي استدعيتها حتى أظلتني، فرفعا رؤوسهما فرأيا سحابة فوق رأسه تظله". ومن ثم بات أبو العباس معرفا عند العامة ب"مول السحابة".

وعليه فقد ظل "أبو العباس السبتي"، الذي كان يؤمن بتقسيم الثروات بطريقة عادلة، القطب الصوفي الشهير بمراكش وأصبح اسمه يتردد في عدد من الأحياء والحومات الشعبية بالمدينة، حتى بات بعض الأشخاص يقسمون ويستعطفون باسمه وآخرون يدعون ويتوعدون به.