الدخول البرلماني الجديد...ماهي المستجدات والتحديات ؟
الدخول البرلماني الحالي على غير العادة، يعرف عدة تطورات وطنية و دولية، مما يطرح تحديات ورهانات كبيرة، برسم السنة التشريعية الثالثة من الولاية البرلمانية الحالية، أبرز هذه الرهانات والتحديات : تدبير مخلفات زلزال الحوز، وما ترتب عنه من خسائر مادية وبشرية، وتحديات كبيرة لإعادة تأهيل المناطق التي دمرها الزلزال مخلفا خسائر بالبنية التحتية والمادية والبشرية، وكذلك أضرار نفسية لضحايا الزلزال خاصة بالمناطق الجبلية، فكيف سيواجه البرلمان هذا الاكراه والتحدي الكبير، وما هي النقاشات والاليات التشريعية لمواجهة تنزيل الاجراءات لإعادة هيكلة تلك المناطق وتعميرها من جديد؟
المؤسسة التشريعية انطلقت بالفعل قبل الدخول البرلماني الحالي في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر الجاري نظرا للوضع الاستعجالي وضرورة إعادة البناء والتأهيل بالنسبة للمناطق المتضررة من الزلزال، لعقد اجتماع مشترك للجنتي المالية بمجلسي النواب والمستشارين وقد قدم خلاله الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، " فوزي لقجع "، عرضا حول هذا البرنامج ، مستعرضا التدابير والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب مؤخرا عددا من مناطق المملكة.
ليست تداعيات الزلزال وحدها تطرح الرهان والتحدي أمام البرلمان بل في مقدمة البرنامج الحكومي للسنة التشريعية الثالثة ، ملف إصلاح مدونة الأسرة الذي أوكله جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش لدراسته وتنزيله في أقرب وقت، والذي عرف انتشارا كبيرا وأخد ورد بين المواطنين (معارض ومؤيد)، وفي مجمل الإصلاحات التي تتطلع إليها المملكة داخل قبة البرلمان، نجد كذلك إصلاح منظومة العدالة واستكمال مسار إرساء أسس الدولة الاجتماعية الحديثة.
ويقول " عبد الحافظ أدمينو "، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، " إن دورة أكتوبر التشريعية تتميز ببروز تحديات مستجدة أهمها تداعيات زلزال الحوز، وأخرى ذات طابع خارجي، أبرزها استمرار تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية سواء على مستوى التزود بالمواد الفلاحية الأساسية، خاصة القمح في ظل سنوات فلاحية مهددة بالجفاف، وتأثر السوق الدولية بالمتغيرات المناخية.
واعتبر " أدمينو " في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الالتزامات التي فرضتها معالجة تداعيات زلزال الحوز ستلقي بثقلها على الميزانية العامة للدولة، مرجحا أن يكون مشروع قانون المالية لهذه السنة مغايرا لسابقيه.
وفي هذه الظرفية الخاصة التي تجتازها المملكة جراء كارثة الزلزال، المغرب مطالب بتجويد الأداء التشريعي والرقابي لممثلي الأمة وبالتالي الانتقال إلى السرعة القصوى في تنزيل الإصلاحات التي تعهدت بها الأغلبية الحكومية في برنامجها الذي يعد بمثابة ميثاق يربطها بالشعب، خاصة وأن المغرب مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية من المستوى الكبير في السنوات القليلة المقبلة أبرزها تنظيم كأس إفريقيا 2025، وكأس العالم للأندية 2029، وكأس العالم 2030.