X

الجهود الشعبية والحكومية تحاصر دمار زلزال الحوز

الجهود الشعبية والحكومية تحاصر دمار زلزال الحوز
الاثنين 25 شتنبر 2023 - 11:50
Zoom

ترك تضامن المغاربة وكرمهم للمنكوبين خلال زلزال الحوز صدى عالمي، حيث كشفت محنة الكارثة وحدة المغاربة وجمال معدنهم، وقدرتهم على الصبر في أوقات الشدة والمحن، والتعامل معها بكبرياء وطيبة قلب، ومسارعتهم إلى التضامن والتآزر ومد يد المساعدة إلى بعضهم البعض.

تعددت المشاهد على منصات التواصل، سواء تعلق الأمر بتلك التي تعبر عن كرم المنكوبين، الذين حرصوا على حسن وفادة من تنقل إلى مناطقهم المدمرة بفعل الزلزال، من إعلاميين ومسعفين ومتضامنين، أو تلك التي تتعلق بمغاربة سارعوا إلى التبرع بالدم، والتضامن مع المتضررين بما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس وأغطية وخيام، رغم فقرهم وحاجتهم إلى ما يساهمون به من تبرعات.

فللعد لا للحصر، نسوق نموذج سيدة في عقدها السادس، وهي تخاطب شابا كان بصدد الاستفسار عن أحوالها بعد الزلزال الذي أحدث تصدعات شديدة في بيتها الطيني بإحدى المناطق المنكوبة، إذ أجابته بعفوية  «كيف يمكنني أن أبعث إليك، يا ولدي، ببعض الزعفران؟»

نموذج هذه السيدة، التي لم تتخل عن عادة العطف على الغريب وإكرام الضيف، حتى في أشد المحن قساوة، هو مثال لعشرات المشاهد المؤثرة التي تناقلتها القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، خلال كارثة الزلزال.

وبحسب المعطيات الرسمية التي كشفت عنها مختلف المصالح الحكومية، فإن عدد متضرري الزلزال تجاوز عتبة الـ 2.8 مليون نسمة، موزعين على 6 أقاليم .

وأفادت وثيقة رسمية لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية، بأن عدد الانهيارات التي تسبب فيها زلزال الحوز المدمر في المغرب، بلغ 59647 انهياراً.

ووفقا للوثيقة ذاتها، فإن مجموع الدواوير، أو القرى الصغيرة التي تضررت بسبب الزلزال هو 2930، وهي المناطق التي يقيم بها 2.8 مليون نسمة.

وإلى جانب المنازل المنهارة، تضررت الطرقات الجبلية، وذلك نظرا للانهيارات الصخرية في أعقاب الهزات الارتدادية المتعاقبة.

وبلغ مجموع الطرق والمسالك القروية المقطوعة جراء الزلزال 65 طريقا على طول 924 كيلومترا، وبلغ عدد الطرق والمسالك القروية المقطوعة بإقليم الحوز 21 طريقا على مدى 317 كيلومترا.

وفي المقابل، تعمل مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، على حصر الخسائر على مستوى المواشي والحيوانات التي نفقت تحت الأنقاض التي خلفها زلزال الحوز المدمر.

إلى ذلك، عملت وزارة التجهيز والنقل على فتح جميع الطرقات والمسالك المؤدية إلى القرى والدواوير المتضررة من الزلزال، ناهيك عن توصيل المساعدات لجميع المتضررين خاصة الخيام والأدوية والمواد الغذائية.

في حين عملت مؤسسات مدنية وأخرى رسمية، على توفير أفران لإعداد الخبز الطازج، ومطابخ ميدانية بهدف تمكين المتضررين من أطباق يومية تتناسب وعاداتهم الغذائية المحلية.

من جهتها، خصصت الحكومة، بتعليمات ملكية، مبلغا يقدر بـ 120 مليار درهم لمواجهة تداعيات هذه الكارثة الطبيعية غير المسبوقة، توجه 98 مليار منها نحو مشاريع أساسية تهم "الولوجيات" والبنى التحتية والمرافق العمومية في المناطق المتضررة.

وينتظر أن يصرف المبلغ لتطوير البنية التحتية الطرقية، والسدود والتطهير السائل، مع تحسين الجاذبية والمؤهلات الاقتصادية لأقاليم الأطلس الكبير، دون إغفال أهمية الحفاظ على طابعه التقليدي.

وتخصص الميزانية لتعزيز الأنشطة الفلاحية والسياحية، وكذا الصناعة التقليدية، مع تعزيز عرض المؤسسات التعليمية، وبناء وتجهيز مدارس للقرب من "الجيل الجديد"، وكذا تشييد مدارس جماعية، مع الاعتماد على تعميم شبكة النقل المدرسي.

وسيتم في هذا الإطار، تعزيز العرض الصحي من خلال استكمال بناء وتجهيز بعض مستشفيات القرب والمستشفيات الإقليمية مع إعادة تأهيل وإعداد الدواوير من خلال عملية شاملة للتهيئة، والتي تروم تمكينها من تجهيزات القرب كملاعب القرب والمعدات الرياضية وذلك مع تثمين موروثها الثقافي والسياحي.

وسيتم وفقا للميزانية المرصودة في هذا الجانب، إعادة التأهيل الحضري وهيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، وكذا دعم بروز مراكز قروية مندمجة مع إعادة تأهيل وتثمين المدن القديمة خصوصا المساكن المهددة بالسقوط مع تعزيز جودة الخدمات العمومية.

يذكر أن برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، والتي ستشمل ست عمالات وهي: مراكش، الحوز، شيشاوة، تارودانت، ورزازات وأزيلال، سيمتد لـ 5 سنوات (2024/2028) بميزانية تقدر بـ 120 مليار درهم، ستستهدف 4،2 مليون نسمة.

ويرتكز الدعم على دعامتين: الأولى إعادة بناء وتأهيل البنيات التحتية المتضررة من الزلزال، والثانية: تتعلق بمخطط طموح ومندمج لتنمية أقاليم الأطلس الكبير من خلال مشاريع مهيكلة.

وستعتمد ميزانية برنامج التأهيل على خمسة موارد وهي الحساب الخاص للتضامن المخصص لتدبير الآثار المترتبة على الزلزال، والميزانية العامة للدولة ومساهمات الجماعات الترابية وصندوق الحسن الثاني وكذا الدعم والتعاون الدولي.

 

 


إقــــرأ المزيد