- 15:03برادة يطالب المدراء بتدابير سيبرانية لحماية منظومة "مسار" من الاختراق
- 14:56عطب تقني يربك حركة ترامواي البيضاء
- 14:37العياشي فرفار: أخلاقي لا تتيح لي التقليل من رئيس الجلسة
- 14:22بورصة البيضاء تُروِّج لسوق الرساميل المغربي في لندن
- 14:03خط بحري جديد بين طريفة وطنجة ابتداءً من 8 ماي
- 13:43الموعد والقنوات الناقلة لمباراة برشلونة وإنتر في أبطال أوروبا
- 13:23الحكومة تصادق على نقل حصص شركة فنسي إينرجي المغرب للفرع الفرنسي
- 13:05نتنياهو يعلن المصادقة على توسيع إبادة غزة
- 12:43صدمة سياسية.. ميرتس يخسر الجولة الأولى لانتخابه مستشارا لألمانيا
تابعونا على فيسبوك
المملكة المتحدة.. صعود غير مسبوق لليمين المتطرف يعيد رسم المشهد السياسي
استيقظت المملكة المتحدة على واقع سياسي جديد يمثل تغييرا غير مسبوق في نموذجها الديمقراطي العريق، عقب الصعود اللافت لليمين المتطرف خلال الانتخابات المحلية التي جرت الخميس الماضي في إنجلترا.
ووصفت الصحافة البريطانية هذا التحول بـ"الزلزال السياسي" و"التغيير التكتوني"، في إشارة إلى الاختراق غير المسبوق الذي حققه حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اليميني المتطرف في هذه الانتخابات، التي أعلنت نتائجها يوم الجمعة.
وقد أكد الحزب الشعبوي التوقعات التي أظهرتها استطلاعات الرأي، والتي كانت تشير إلى تنامي شعبيته بقيادة نايجل فراج.
وفي الانتخابات المحلية بإنجلترا، تصدر حزب "الإصلاح" النتائج بحصوله على 30 في المائة من الأصوات، متقدما على حزب العمال الحاكم الذي حل ثانيا بـ20 في المائة، بينما جاء الليبراليون الديمقراطيون في المركز الثالث بـ17 في المائة، متبوعين بالحزب المحافظ بـ15 في المائة فقط.
وي عزى هذا التقدم إلى عدة عوامل ساهمت في تعزيز موقع الحزب في ظل سياق يطغى عليه عدم اليقين. فقد استفاد الحزب من تصاعد النزعة القومية وسط الناخبين الذين يشعرون بخيبة أمل متزايدة بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتراجع ثقتهم في الأحزاب التقليدية، خصوصا حزب العمال الحاكم والحزب المحافظ المعارض الرئيسي.
ولم يخف نايجل فراج، زعيم حزب "الإصلاح"، نشوته بالنتائج، معتبرا أن فوز الخميس لا يمثل سوى بداية طريقه نحو "10 داونينغ ستريت" (مقر رئاسة الوزراء). ويستلهم فراج نموذجه القيادي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويطمح إلى قيادة الحكومة البريطانية في الانتخابات التشريعية المقررة بعد أربع سنوات.
وقال فراج: "سأغير المشهد السياسي البريطاني كما فعلت سابقا"، مضيفا أن حزب "الإصلاح" أصبح الآن المعارضة الحقيقية لحزب العمال، ومعتبرا أن "الحزب المحافظ انتهى، وتاريخه الممتد لـ195 عاما شارف على النهاية".
ويبدو أن الهزيمة الجديدة عمقت جراح الحزب المحافظ الذي لم يتعاف بعد من خسارته المدوية في الانتخابات التشريعية لسنة 2024، بعد 14 عاما في الحكم.
فقد خسر حزب تشرشل وتاتشر مئات المقاعد في المجالس المحلية عبر البلاد، وفشل في الفوز بأي سباق لرئاسة البلديات باستثناء واحد، وهو ما يعتبره المحللون مؤشرا على ضرورة مراجعة عميقة لمسار هذا الحزب التاريخي.
وقد حمل أعضاء الحزب زعيمتهم الحالية، كيمي بادينوك، مسؤولية هذه الانتكاسة، ووجهوا إليها انتقادات لعدم تمكنها من صياغة برنامج انتخابي قادر على التصدي لصعود اليمين المتطرف، منذ توليها قيادة المحافظين عقب خسارة انتخابات 2024.
أما حزب العمال، ورغم مرارة الخسارة، فإنه يرى نفسه في وضع أفضل بفضل استمراره في الحكم، ويعتبر أن ما حققه حزب "الإصلاح" لا يعدو أن يكون تصويتا احتجاجيا، وليس تغيرا هيكليا في توجهات الناخبين.
وأكد زعيم الحزب ورئيس الوزراء، كير ستارمر، على ضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات التي وعد بها الناخبين، معتبرا أن الوقت ما يزال في صالحهم لتنفيذ برنامج التغيير.
وفي حين يقر بعض قياديي الحزب بصعوبة التحدي الذي يفرضه اليمين المتطرف، فإنهم يرون أن حزب العمال لا يزال يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وبدعم نقابي قوي، وهو ما يمي زه عن المحافظين.
غير أن خسارة الحزب لمقعد برلماني لصالح حزب "الإصلاح" في انتخابات فرعية تزامنت مع الانتخابات المحلية، وجهت إنذارا قويا إلى قيادة الحزب.
وفي هذا السياق، ارتفعت أصوات داخل الحزب تدعو إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة بشأن قضايا مثل الهجرة، التي يستغلها اليمين المتطرف لاستقطاب الناخبين.
لكن هذه الدعوات ت قابل بالحذر من طرف قيادة الحزب، التي تخشى أن يؤدي تبني خطاب متشدد إلى تقوية أحزاب وسط اليسار الأخرى، لا سيما الليبراليين الديمقراطيين.
ويظل أمام حزب العمال أربع سنوات أخرى في الحكم، وهي فترة تعتبرها القيادة كافية لتصحيح المسار وإقناع الناخبين بجدوى البرنامج الإصلاحي الذي نالوا به ثقة البريطانيين قبل عام.
تعليقات (0)