X

رمضان على الأبواب...فكيف نستقبل هذا الشهر الفضيل؟

رمضان على الأبواب...فكيف نستقبل هذا الشهر الفضيل؟
السبت 24 فبراير 2024 - 16:00
Zoom

أيام قليلة ويطرق أبوابنا أكرم الضيوف وأحد مكرمات الكريم الرؤوف، إنه رمضان الفضيل والشهر الكريم، فكيف نستعد له ليجدد فينا معاني الإيمان  والإقبال على الله .

فضائل الصيام .. للصائم فرحتان

أخرج الإمام مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة "رضى الله عنهء أن النبي ءصلى الله عليه وسلم":
"للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه".
وفي رواية: "وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه".

 قال ابن رجب رحمه الله :
• أما فرحة الصائم عند فطره: فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً.
• فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات، فقد أذن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره، فأحب عباده إليه أعجلهم فطراً، والله وملائكته يصلون على المتسحرين، فالصائم ترك شهواته لله بالنهار؛ تقرباً إلى الله وطاعة له، ويبادر إليها في الليل تقرباً إلى مولاه، وأكل وشرب وحمد الله، فإنه يُرجَى له المغفرة، أو بلوغ الرضوان بذلك، وفي الحديث: "إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها " وربما استجيب دعاؤه عند ذلك، وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثاباً على ذلك.

 قال أبو العالية رحمه الله: الصائم في عبادة، وإن كان نائماً على فراشه، وقد كانت حفصة ء رضي الله عنها ء تقول: "يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي".

فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره، فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر.
وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي وغيره: " الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ".
ومن فهِم هذا الذي أشرنا إليه، لم يتوقف في معنى فرح الصائم عند فطره، فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضله ورحمته، في قول الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس:58].

• وأما فرحه عند لقاء ربه: فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجرَاً ﴾ [المزمل: 20]، وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ﴾ [آل عمران: 30]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7]

والصائمون على طبقتين:

إحداهما: مَن ترك طعامه وشرابه وشهوته لله، يرجو عنده عوض ذلك، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى لا يضيع أجر مَن أحسن عملاً، ولا يخيب معه مَن عامله، بل يربح عليه أعظم الربح.
الطبقة الثانية: مَن يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه، وفرحه برؤيته.

فوائد الصيام الصحية

يعتبر بعض الأخصائيين في التغذية أن شهر رمضان يشكل فرصة جيدة للصائم كي يدرب نفسه على التحكم بمستوى وطريقة الغذاء، إذ يستطيع الصائم مع اتباع إرشادات بسيطة، أن ينقص من وزنه بشكل فعال وأن يخفض معدلات ضغط الدم والكوليسترول.
ـ فوائد الصيام عديدة صحيا ونفسيا وتبدأ من إعادة تجديد خلايا الجسم.
ـ كما يعدل الصيام مستوى الأنسولين في الجسم خصوصا لدى النساء اللواتي يعانين من تكيسات على المبيض.
ـ ويقوي الصيام جهاز المناعة في الجسم ويرفع من مستوى الوقاية من أمراض السرطان والأمراض المزمنة وأمراض الجهار العصبي.
ـ شهر الصيام فرصة مهمة لإنقاص الوزن لأن عدد الوجبات أقل وبالتالي فان عدد السعرات الحرارية يكون أقل من الأيام العادية ولكن مع اتباع خطة مدروسة لكي لا يتخطى الصائم السعرات التي يطلبها الجسم في الوضع العادي.
ـ الصيام مفيد صحياً ونفسيا وروحيا وهو مدرسة في الانضباط لأنه يحصر الوجبات بوقت محدد، وهو كذلك فرصة لخسارة الوزن عبر تقليل عدد السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم.
 


إقــــرأ المزيد