نشطاء مواقع التواصل يطلقون حملة "أرجوك يا مول الحانوت عد من تمازيرت"
خلال أيام عيد الأضحى المبارك، يدرك كثير من المواطنين، قيمة "بقال الحومة"، بعد أن يشد الكثير من التجار الصغار وحتى الكبار منهم، رحالهم لقضاء العيد في قراهم ومدنهم البعيدة عن الدار البيضاء، كما غيرها من المدن الكبرى.
وإذا كان "مول الحانوت"، يمثل مصدر تموين لا غنى عنه بالنسبة للكثير من الأسر على مدى شهور السنة، بفضل تسهيلات الأداء المتاحة، فإن هذه الأهمية تبدو أكثر تجليا خلال فترة عيد الأضحى، التي يختارها أغلب أصحاب محلات البقالة، ومعظمهم ينتمون إلى الجنوب، مناسبة لعطلتهم السنوية، التي تمتد ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
ورغم استمرار المراكز التجارية الكبرى والأسواق الممتازة، في عرض خدماتها خلال هذه الفترة، إلا ان غياب التسهيل في الأداء عل غرار "بقال الحومة"، يصرف الكثير من المواطنين من ذوي الدخل المحدود على الأقبال على هذه الخدمات العصرية.
ولم يعد (مول الحانوت) محط "تكهم" و"احتقار" بل أصبح هذه الأيام "مبحوثا عنه" بعدد من الأزقة و المدن الكبرى، فتزامنا مع عيد الأضحى، يغادر أغلبهم من المدن الكبرى إلى الجنوب، ويعودون إلى بلداتهم الأصلية، لقضاء أيام العيد رفقة ذويهم، خاصة وأنهم يتخذون من أيام عيد الأضحى عطلتهم السنوية والأصلية.
هذا الفراغ الكبير الذي تركه أهل سوس أو (سواسة) كما يسميهم سكان المدن الكبرى الذين يتربعون على عرش التجارة الصغرى والمتوسطة، دفع رواد منصات التواصل الاجتماعي، إلى إطلاق حملة بعنوان: "أرجوك يا مول الحانوت عد من تمازيرت"، وذلك في دعوة لأصحاب المحلات التجارية لاستئناف نشاطهم التجاري.
عدد من نشطاء الفيسبوك اعتبروا أن غياب "الوزراء" لا نشعر به وإن "طال أمده"، على عكس غياب (مول الحانوت) الذي أحسسنا به رغم أنه لم يدم سوى أيام، وهذا ما يبين من يستحق التقدير والاحترام، حسب ما عبر عنه عدد من المدونين.
تجدر الإشارة، إلى أن فئة من الشعب المغربي، تبقى مدينة بشكل كبير لهذا التاجر الصغير الذي يلعب دورا كبيرا في تقريب حاجيات المواطنين من المواد الغذائية وغيرها مع ما يرافق ذلك من تسهيلات الأداء، ما يساهم منذ عقود في الحفاظ على السلم الاجتماعي بالمغرب، إلا انه يعاني الكثير من الإجحاف من طرف الجهات المسؤولة محليا ومركزيا، من خلال إثقال كاهل التجار بالضرائب والترخيص لفاعلين اقتصاديين يشكلون بالنسبة لهم منافسة "غير متكافئة".
هذه الحقيقة، سبق أن أقر بها وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، حين صرح بأن "البقال الصغير" لديه انطباع قوي بأنه مهاجَم من كل الجهات، من المراكز التجارية الكبرى إلى التهريب والباعة المتجولين والبيع عبر الأنترنيت والنظام الجبائي، وكلها تؤثر على تجارته.
واعترف العلمي، بـ"الدور الاجتماعي الرئيسي الذي يلعبه البقال في النسيج الاقتصادي".