- 16:17عودة ظاهرة غياب الأساتذة تقلق أولياء الأمور
- 16:00فريق مغربي في نهائيات بطولة فري فاير 2024
- 15:38تحركات مبكرة للبرلمانيين استعدادا لانتخابات 2026
- 15:19أونسا تكشف عملية مراقبة اللحوم المستوردة
- 15:04"هاكرز" بقرصنون صفحة مندوبية التخطيط
- 15:02الحبس النافذ لرئيس جماعة سابق بميدلت
- 14:51الحموشي يستقبل مسؤولة أمنية بلجيكية رفيعة
- 14:43تقرير: جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل عشر دقائق
- 14:25جلالة الملك يهنئ رئيس جمهورية السورينام بمناسبة العيد الوطني لبلاده
تابعونا على فيسبوك
ماء العينين: "هذه مستجدات تقرير غوتيريس حول قضية الصحراء المغربية "
بقلم : محمد الغيث ماء العينين، عضو مؤسس للمجلس المغربي للشؤون الخارجية
على هامش أشغال الدورة الرابعة و السبعون للأمم المتحدة صدر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس حول مسألة الصحراء تحت الرقم المرجعي A/74/341 و الذي، حسب ما جاء في ديباجته، يغطي الفترة الممتدة من 1 يوليوز 2018 إلى 30 يونيو 2019 وهو يتضمن ملخص التقريرين الأخيرين للأمين العام المقدمين لمجلس الأمن S/2018/889 و S/2019/282 إضافة الى معلومات عن التطورات اللاحقة.
و كما هي العادة في مختلف تقارير الأمين العام حول الموضوع تم، في الفقرة الثانية، التذكير بسياق الملف من قبيل أن مجلس الأمن يتناول الصحراء الغربية باعتبارها مسألة تتعلق بالسلم و الأمن و أن المجلس يدعو باستمرار الى حل سياسي عادل دائم يقبله الطرفان، وأن اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة أي لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار تتناولها باعتبارها اقليما غير متمتع بالحكم الذاتي.
ومع أن مندوب جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة السيد سيدي عمر يعرف جيدا أن تناول ملف الصحراء في اللجنة الرابعة ليس جديدا و لا يعني أن الأمم المتحدة تعتبرها اقليما مستعمرا، بل ويعرف جيدا أن التوصيف القانوني الذي تعطيه له هو انه إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي. و لذلك وصف مجلس الامن المقترح المغربي بمنح الصحراء حكما ذاتيا بأنه مقترح جدي، الا ان السيد المندوب ابى الا أن يخرج بتغريدة ينقل فيها تلك الفقرة لإيهام جمهوره و رأيه العام بأن الجبهة قد حققت نصرا ما او إنجازا جديدا. و هو أمر لا يمكن تفسيره الا بأنه محاولة غير موفقة للخروج من حالة الإحباط المستشري لدى أنصار الجبهة و الناتج عن توالي النكسات الدبلوماسية أو للتغطية على فقرات أخرى في التقرير ليست في صالح الجبهة و قد يؤدي اطلاع أنصارها عليها الى زيادة الإحباط و السخط على قيادتها مما قد يؤدي الى ارباك و تشويش على المؤتمر 15 للجبهة الجاري التحضير له.
الأمور المستجدة في التقرير و التي حاولت تغريدة السيد سيدي عمر التغطية عليها نجد بعضها في الفقرتين 11و 12. حيث يمكن بسهولة ملاحظة الفرق الكبير بين الامتنان الذي عبر عنه السيد غوتيريس لجلالة الملك خلال اجتماعه معه في الرباط شهر دجنبر 2018 للمشاركة البناءة في للمغرب في العملية السياسية و في اجتماع المائدة المستديرة الأول المنعقد في جنيف في تاريخ سابق من نفس الشهر و بين طلبه، خلال اجتماعه مع الأمين العام للجبهة السيد براهيم غالي، الدعم من الطرفين للمفاوضات التي يعتزم إعادة اطلاقها ، الشيء الذي يفهم منه و و بأقصى الوضوح الذي تسمح به اللغة الدبلوماسية أن السيد الأمين العام يحدد الطرف الذي قدم مقترحات جدية عملية و عبر له عن امتنانه لذلك و حدد الطرف الذي يقدم عليه أن يقدم المزيد لدعم المفاوضات لأن مطالبه غير واقعية.
الأمر المستجد الآخر الذي لن تستطيع تغريدة سيدي عمر حجبه هو ما ورد في الفقرة الخامسة من التقرير و الذي جاء فيه " و أكد السيد غالي لمبعوثي الشخصي - كدليل على حسن النية - انسحاب جبهة البوليساريو من منطقة الكركارات والتزامها بعدم العودة إلى تفاريتي وبير لحلو أو نقل أية مؤسسات إليهما " . و هذه العبارة الصريحة الواضحة تنهي رسميا أطروحة " الأراضي المحررة بل أكثر من هذا فان قيادة الجبهة تلتزم للأمم المتحدة بعدم العودة الى هذا الطرح مستقبلا.
إن التطورات التي عرفها ملف الصحراء في السنوات الأخيرة و أبرزها اقتناع المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن بضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم لمسألة الصحراء على أساس من التوافق، إضافة الى المتغيرات الإقليمية و خصوصا في الجزائر، والى اقتناع قيادة البوليساريو نفسها باستحالة حل الغالب و المغلوب يجعل هذه القيادة مسؤولة امام التاريخ عن إطالة أمد الصراع و معاناة سكان مخيمات تيندوف و يتطلب منها أن تتحلى بشجاعة الحكماء وأن تتخذ القرار الحكيم الشجاع بأن تواجه قواعدها بخطاب العقل و المنطق و أن تصارحها بأن الاستقلال ليس حلا واقعيا و لا حلا ممكنا و أن الفرص المتاحة اليوم قد لا تكون كذلك غدا.