Advertising

خطاب هشام البلاوي: الكد والسعاية في قلب مراجعة مدونة الأسرة

الأمس 20:04
خطاب هشام البلاوي: الكد والسعاية في قلب مراجعة مدونة الأسرة
Zoom

في سياق وطني حساس يتسم بورش إصلاحي كبير يخص مراجعة مدونة الأسرة، وبقيادة سامية من جلالة الملك محمد السادس نصره الله، افتُتحت فعاليات ندوة دولية حول موضوع "الكد والسعاية"، أحد المداخل الجوهرية لإعادة الاعتبار لمجهود المرأة داخل مؤسسة الزواج.
وقد قدّم الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، كلمة افتتاحية وازنة، استعرض فيها الخلفيات الشرعية والاجتهادية والقضائية التي تؤصل لهذا المبدأ، وربطه بتطور التجربة المغربية في ترسيخ العدالة الاجتماعية والاقتصادية داخل الأسرة.

هذا الخطاب، الذي توزّع بين التحليل القانوني، والإسناد الفقهي، والإشارات الدستورية والحقوقية، لم يكن فقط تأطيرًا علميًا، بل رسالة واضحة حول الاتجاه الذي تسير فيه الدولة المغربية في سبيل التمكين الحقيقي للمرأة. في ما يلي تفصيل لمضامين الخطاب وتحليل لأبعاده الإستراتيجية.

توزيع الخطاب حسب الطابع والمضمون:

النسبة طابع الخطاب المضمون الرئيسي
25% مؤسساتي وسياقي تقديم بروتوكولي، تثمين الدور الملكي، وإبراز أهمية الإصلاح التشريعي الجاري.
25% شرعي واجتهادي تأصيل فقهي لمفهوم الكد والسعاية، واستحضار التجربة المغربية التاريخية في سوس وغمارة.
20% حقوقي وتمكيني إبراز أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة وحقها في اقتسام الثروة المكتسبة داخل الزواج.
15% تاريخي ومقارن مقارنة فقهية واجتماعية، الإشارة إلى النوازل القديمة والفتاوى القضائية، وتطورها في العمل القضائي المغربي.
10% حقوق الإنسان والقانون الدولي ربط التطور القضائي المغربي بالمعايير الدولية، خاصة في ما يتعلق بحقوق النساء.
5% خاتمة قيمية وتحفيزية دعوة إلى البناء المشترك، والتفكير الجماعي في مسار المساواة داخل الأسرة.

خطاب هشام البلاوي: الكد والسعاية في قلب مراجعة مدونة الأسرة

القراءة الاستراتيجية:

ظهر من خلال الخطاب اعتماد رئيس النيابة العامة على ثلاثية تأصيلية دقيقة:

  1. المرجعية الفقهية الأصيلة، القائمة على اجتهاد العلماء المغاربة ونوازلهم.
  2. التحول القضائي التدريجي الذي نقل الكد والسعاية من عرف محلي إلى قاعدة قانونية.
  3. الربط بالتوجهات الحقوقية والدستورية الحديثة التي تجعل من التمكين والمناصفة ركنًا في بناء الأسرة المغربية.

كما يتجلى حرص الخطاب على رفع اللبس عن فكرة أن التمكين الاقتصادي للمرأة مستورد أو مفروض، بل هو امتداد طبيعي لتراكمات فقهية وقضائية مغربية، ويُعدّ رافعة لتحقيق العدالة والإنصاف داخل الأسرة. 

قراءة للراهنية القانونية والرمزية السياسية للخطاب

يتزامن تنظيم هذه الندوة مع لحظة فارقة في النقاش الوطني حول مراجعة مدونة الأسرة، حيث عاد الجدل مجددًا حول مبدأ الكد والسعاية كمطلب مجتمعي ونسائي عادل يكرّس الاعتراف بمجهود النساء غير المأجور داخل الحياة الزوجية.

خطاب هشام البلاوي لم يكن فقط خطاب مسؤول قضائي، بل بلاغ مؤسسي ورسمي يتبنى صراحة هذا المبدأ، ويضعه في صلب فلسفة الإصلاح المقبلة. وفي ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها بنية الأسرة المغربية، يأتي هذا الخطاب ليؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها الاجتهاد القضائي منفتحًا ومسؤولًا في بناء مقاربات أكثر عدالة وواقعية.

كما أن استحضار رمزية التوجيه الملكي، من خلال مقتطفات من الخطاب الملكي لعيد العرش سنة 2022، أعطى للندوة ولخطابها المرجعي بعدًا سياسيًا ودستوريًا يجعل من موضوع الكد والسعاية أحد أعمدة النقاش الإصلاحي وليس مجرد جزئية تقنية.

هل يتحول الاجتهاد إلى حق قانوني؟

خطاب رئيس النيابة العامة في افتتاح ندوة الكد والسعاية لم يكن مناسبة للمجاملة، بل محطة واضحة لإعلان توجه قضائي وتشريعي جديد.
فهل ستكون مراجعة مدونة الأسرة مناسبة لإدماج هذا المبدأ بشكل صريح وواضح في النصوص؟
وهل تنتقل المرأة من موقع "المجهود غير المرئي" إلى موقع "الشريكة المعترف بها قانونًا"؟
أسئلة مفتوحة، لكن المؤكد أن الكد والسعاية عاد إلى الواجهة، لا كإرث فقهي فقط، بل كأداة لتجديد العلاقة بين القانون، والعدالة، والأسرة المغربية المعاصرة.

 

أضف تعليقك

300 / الأحرف المتبقية 300
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

تعليقات (0)

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي ولو.برس

إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو