-
15:41
-
15:25
-
15:02
-
14:26
-
14:15
-
14:02
-
13:40
-
13:12
-
12:47
-
12:27
-
12:03
-
11:42
-
11:19
-
10:57
-
10:33
-
10:18
-
09:57
-
09:33
-
09:26
-
09:11
-
08:50
-
08:38
-
08:34
-
08:13
-
07:57
-
07:00
-
06:14
-
06:00
-
05:00
-
04:00
-
03:00
-
02:00
-
01:00
-
00:17
-
23:58
-
23:50
-
23:43
-
23:32
-
23:15
-
22:50
-
22:35
-
22:20
-
22:00
-
21:35
-
16:41
-
16:04
تابعونا على فيسبوك
التحول الرقمي كإصلاح شامل للمنظومة الصحية بالمغرب : تسهيل الولوج واستعادة ثقة "جيل Z"
وليد الميموني
لا أحد يجادل اليوم في أن المنظومة الصحية بالمغرب تعاني من أعطاب بنيوية تراكمت لعقود , نقص الموارد البشرية، تفاوتات مجالية، بنية تحتية مهترئة، وبيروقراطية تثقل كاهل المواطن والطبيب معًا. ومع دخول المغرب عهد الرقمنة في مجالات متعددة، تبدو الفرصة مواتية لاقتحام مجال الصحة وتحويل التحول الرقمي من خيار تقني إلى إصلاح هيكلي يطال جوهر المنظومة.
حيث أن التحول الرقمي في قطاع الصحة لا يعني فقط رقمنة الملفات الطبية أو إطلاق منصات لحجز المواعيد، بل هو رؤية شاملة لتحديث علاقة المواطن بالمرفق الصحي، وتمكين الطبيب من أدوات حديثة للتشخيص والتتبع، وتحسين تدبير الموارد والخدمات.
إذ حينما يتوجه مواطن بسيط من قرية نائية إلى مركز صحي، لا يجب أن يعود بخُفي حُنين فقط لأن ملفه الورقي "ضائع" أو الطبيب غائب. الرقمنة تُمكن من تتبع الحالة الصحية آنيًا، ومن تواصل فعال بين المستويات المختلفة للرعاية الصحية، وتجعل من بلادنا فاعلاً أكثر قربًا ونجاعة في تدبير الصحة العمومية.
حيث لا ننسى أن أهم وعود الرقمنة هو تسهيل الولوج. حجز المواعيد عن بُعد، تتبع التحاليل والنتائج إلكترونيًا، ملف طبي رقمي موحد، وإمكانية إجراء استشارات أولية عبر تطبيقات أو منصات مرخصة. كل هذه عناصر تُخفف العبء على المواطن، وتُقلل من الضغط على المؤسسات الصحية.
تخيل مواطنًا في وجدة يستطيع التواصل مع طبيب مختص في الرباط دون أن يقطع مئات الكيلومترات. أو أماً في ورزازات تتلقى تنبيهًا آليًا لتلقيح طفلها، أو شخصًا مسنًا يتم تتبع علاجه المزمن عبر تطبيق صحي يوفر تقارير مباشرة للطبيب المعالج.
ومن هذا المنطلق فإن جيل Z، هذا الجيل الرقمي بامتياز، الذي وُلد في عصر الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية، لا يمكن أن يتعامل مع إدارة صحية ما زالت تشتغل بمنطق "الملف الورقي" و"الطابع الرسمي". مما يجعل الثقة مفقودة لأن التجارب المتراكمة، سواء في الاستشفاء أو التتبع، غالبًا ما كانت سلبية.
لكن في المقابل، هو الجيل الأكثر استعدادًا لتبني الابتكار، والأكثر قابلية للانخراط في منصات رقمية صحية إن توفرت الجودة والشفافية. إذ أن التحول الرقمي في الصحة يمكن أن يُعيد للجمهور الشاب الثقة في المؤسسات، شرط أن يُقرن بالفعالية والسرعة في الأداء، وأن يُسهم في تحسين ملموس للخدمة المقدمة.
كما لا يمكن أن يغيب عن ادهاننا أن نجاح التحول الرقمي في الصحة لا يمر فقط عبر توفير التطبيقات أو البنيات التحتية، بل أساسًا عبر إرادة سياسية واضحة، وإصلاح إداري مواكب، وتكوين الموارد البشرية. كما أن تعميم الولوج إلى الإنترنت، ومحو الأمية الرقمية، يعدّان شرطين أساسيين لتجنب خلق فجوة رقمية جديدة داخل المنظومة الصحية نفسها.
ومن هذا المنطلق يمكننا أن نجزم أن التحول الرقمي ليس العصا السحرية، لكنه بداية إصلاح عميق لمنظومة تنهك المواطن وتنهك من فيها. وإذا أراد المغرب فعلاً بناء منظومة صحية عادلة، ناجعة،وشاملة ، فعليه أن يجعل من الرقمنة أداة تمكين، لا مجرد واجهة تقنية.
حيث أن جيل Z في الانتظار، والمواطن في القرى كما في المدن يستحق نظامًا صحيًا يليق بكرامته.