تابعونا على فيسبوك
استئجار الأرحام.. قضية مثيرة أثارت الجدل بالديار الألمانية
تثير ظاهرة "تأجير الأرحام"، كواحد من الحلول للأزواج العاجزين عن الإنجاب، جدالا منذ سنوات حول العالم.
وارتفعت حدّة النقاش حول الموضوع مؤخرا في الدول الإسكندنافية، على خلفية مقترحات للحدّ من ذلك في هذه الدول، بعد الكشف عن استغلال مالي وتراجع نساء عن تسليم الأطفال لـ"ذويهم" بحسب ما اتُّفِق عليه، إلى جانب الكشف عن "تجارة" في السياق واستغلال للنساء الفقيرات حول العالم في مقابل مبالغ ضئيلة.
وفي هذا السياق، طالبت السياسية الليبرالية، "كاترين هيلينج بلار"، العضو بالحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا، بالسماح للنساء بإعارة أرحامهن، وبالتبرع بالنطف.
ورأت هيلينج بلار، على موقعها الإلكتروني أن قانون حماية النطف الذي يعود لعام 1990 قد عفا عليه الزمن، لأنه يحظر طرقا راسخة في الطب.
وشددت السياسية الليبرالية على ضرورة "الاستفادة الشاملة"، وذلك على سبيل المثال من خلال السماح بالتبرع بالبويضات والأجنة، إضافة لإعارة الأرحام بشكل غير تجاري.
يحظر قانون حماية الأجنة في ألمانيا نقل بويضة ملقحة إلى أم مستعارة، بحيث تكون هذه الأم هي فقط التي تنجب.
كما يحظر القانون النية المسبقة لتلقيح البويضات بهدف التبرع بها مستقبلا.
ويهدف المشرع من خلال ذلك لمنع الحصول التجاري على الأجنة.
وقالت هيلينج بلار في تصريح لصحيفة "تاجز شبيجل" يوم أمس الاثنين: "مثلا، إذا أرادت امرأة أن تلد طفلا لأختها أو أفضل صديقاتها لأن هذه الأخت أو الصديقة ترغب في الحصول على طفل ولكنها لا تستطيع، فنحن نريد جعل ذلك ممكنا".
واشترطت الليبرالية ألا يتم ذلك لتحقيق منفعة شخصية للمرأة التي تعير رحمها لأخرى، وألا تتقاضى أجرا على ذلك، ورأت أن السياسة الألمانية "مترددة كثيرا في هذا الأمر" مقارنة بدول أخرى.
يشار إلى أن، تأجير الرحم هو استعانة زوجين غير قادرين على الإنجاب بسبب بعض المشاكل الصحية سيتم ذكرها فيما بعد، بامرأة أخرى تكون بمثابة رحم بديل يستقر فيه الطفل في مراحل تكوينه الجنيني وحتى الولادة وتسمى تلك المرأة المتطوعة ب(الأم البديلة). تتم هذ العملية بمقابل مادي في كثير من الأحيان، وأحيانًا أخرى تقدَّم كهبة للمرأة الغير قادرة على الإنجاب من امرأة تربطها بها صلة قرابة دون أي مقابل.
-هناك طريقتان لتأجير الأرحام:
الأولى: أن يتم تخصيب بويضة الأم البديلة بحيوان منوي من الأب سواء عن طريق إقامة علاقة جنسية أو عبر التلقيح الصناعي (Artificial insemination) الذي يتم غالبًا عبر حقن السائل المنوي للأب البيولوجي داخل الجهاز التناسلي للأم البديلة، أو عن طريق استخدام السائل المنوي لمتبرع آخر -لكن- في كل الحالات سيحمل هنا الجنين صفات جينية مكتسبة من الأم البيولوجية البديلة نظرًا لكونها متبرعة بالبويضة وبالرحم في هذه الحالة. وتُعرف هذه الطريقة باسم (تـأجير الرحم التقليدي-Traditional Surrogacy) وتعد هذه الطريقة هي الأكثر قبولًا ونجاحًا.
الطريقة الثانية: أن تتم عملية الإخصاب معمليًا خارج الجسم، وذلك عن طريق تلقيح بويضة الزوجة بالحيوانات المنوية الخاصة بزوجها؛ فينتج عن ذلك بويضة مخصبة جاهزة للحقن في رحم الأم البديلة. يحمل الجنين هنا صفات جينية مكتسبة من الأم والأب البيولوجيين -ليس من الأم البديلة- وتعرف هذه الطريقة ب(Gestational Surrogacy)، لكن تلك الطريقة يلاحقها الوصم لأنَّها تجعل من الأم البديلة مجرد وعاء لحمل الجنين، بالإضافة لكونها أكثر تكلفةً وتعقيدًا.