- 16:15إسبانيا تُفكّك شبكة جزائرية لإستغلال المهاجرين
- 15:48اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى يُنبّه إلى مخاطر الذكاء الإصطناعي
- 15:13استمرار غلاء أسعار الدجاج
- 14:48وكالة المغرب العربي للأنباء.. 65 عاما في خدمة السيادة الإعلامية
- 14:07مسؤول إسباني يشيد بكفاءة واحترافية الفرق المغربية
- 13:39اليسار يطالب بإقالة أيت منا من رئاسة المحمدية
- 13:00معاناة جديدة لمرضى القلب مع غياب الأدوية
- 12:50صحيفة إسبانية: إنجاز نفق المغرب-إسبانيا صار وشيكاً أكثر من أي وقتٍ مضى
- 12:29نشرة إنذارية: أمطار رعدية قوية مصحوبة بالرياح تهم العديد من المناطق
تابعونا على فيسبوك
إصدار جديد .. "الحياةُ ساكسفون في فمِ الموت"
صدر عن منشورات المتوسط ءإيطاليا، الكتاب الرَّابع من سلسلة "مختارات الشعر الأمريكي"، التي أطلقتها المتوسط لأن تكون «بلكوناً أو تراساً»، يطلُّ على بانوراما واسعة، ترسمُ خارطةً لأهمِّ الاتجاهات والمدارس الشعرية التي ظهرت وعاشت في أمريكا. والكتاب هو مختارات شعرية للممثِّلَ الحقيقي لرُوح ومشروع حركة "جيل البيت" الشعرية؛ بوب كوفمان، بعنوان: "الحياةُ ساكسفون في فمِ الموت". اختيار وترجمة الشاعر والمترجم سامر أبو هوَّاش.
وكانت المتوسّط قد أصدرت من سلسلة "مختارات الشعر الأمريكي" وبترجمة وإشراف سامر أبو هواش: "خريفٌ يقفُ خلف النَّافذة" لـ ريتشارد رايت، "شمسٌ تدخلُ من النافذةِ، وتُوقِظُ رجلاً يسكبُ القهوةَ على رأسِهِ" لــ رَاسِلْ إدْسُن، و"النوم بعين واحدة مفتوحة" لـ مارك ستراند.
لا يمكن الحديث عن حركة "جيل البيت" الأمريكيَّة، تلك الحركة التي كان لها أعمق الأثر على المشهد الأدبيِّ والفنِّيِّ والثَّقافيِّ الأمريكيِّ، منذُ منتصفِ القرن العشرين، وإلى وقتنا هذا، دون التَّوقُّفِ عندَ أحدِ أبرز رُمُوزها، ومَنْ يُعَدُّ، بنَظَر الكثيرين، الممثِّلَ الحقيقي لرُوحها وجوهرها ومشروعها، ونعني به بوب كوفمان، ذلك الشَّاعر الذي وَصَفَهُ رمزٌ آخرُ من رُمُوز "البيت"، وهو الرِّوائيُّ والشَّاعر جاك كيرواك، بالقول إن حياته "كُتبَت بالدُّخان على مرآة"، وهو وَصْف يُعبِّر تمام التعبير عن حياة كوفمان التي هي سلسلة ممتدَّة من الارتحال الدَّاخليِّ والخارجيِّ معاً.
ويواصل سامر أبو هواش في مقدِّمة الكتاب: فعلى الرغم من تأثير كوفمان الجليِّ، في تأسيس الاتِّجاهات الجديدة في الأدب الأمريكيِّ، خارجَ المؤسَّسات التَّقليديَّة القائمة، وعلى الضِّدِّ منها، بما في ذلك إطلاق تسمية "البيت" نفسها، استلهاماً منه ووَصْفاً للنموذج الذي مثَّله كوفمان، فقد ظلَّ هذا الأخير، طَوَالَ عُقُود من الزمن، قليلَ الحُضُور، إن لم يكن متجاهَلاً، في الإعلام، كما في الدراسات والمقالات النَّقْدِيَّة التي تتناول جيل "البيت" ورُمُوزه. ففي حين حقَّق شُعراء وكُتَّاب مثل جاك كيرواك وألن غينسبرغ ووليام بوروز وغريغوري كورسو ولورنس فرلنغيتي وغيرهم ممَّنْ باتت أسماؤهم لصيقة بجيل "البيت"، شهرة طبَّقت الآفاق، داخل أمريكا وخارجها، بما في ذلك في العالم العربيِّ، بالنِّسبة إلى بعضهم، فقد ظلَّ كوفمان، خارج دائرة ضيِّقة جدَّاً، ممَّنْ يعترفون بأهمِّيَّته ودَوْره التَّأسيسيِّ، مجهولاً مُغيَّباً مَنسِيَّاً، وظلَّت قصائده أشبه بشَفْرَة سرِّيَّة، يتداولها شُعراء "البيت"، ويستلهمونها، بل ويُقلِّدونها أحياناً كثيرة، دون الإشارة المستحقَّة إلى صاحبها.
إلَّا أنَّهُ، ومع التَّنبُّه إلى حقيقة تجاهُل المؤسَّسةِ الأدبيَّة الأمريكيَّة، البيضاءِ وغيرِ البيضاءِ على السواء، لإِرْث كوفمان، وهو ما قد يكون محور دراسات أخرى مستقبليَّة في أمريكا، فإنَّهُ لا يجب، أيضاً، إنكارُ أن جزأً مُهمَّاً من ذلك الانكفاء يعود إلى كوفمان نفسه، فهو صاحب العبارة الشَّهيرة "طموحي أن أكون مَنسِيَّاً".
هكذا يكون كوفمان الشَّاعر المتمرِّد، الحُرّ بأكثر معاني الحُرِّيَّة جَذْرِيَّة، والعَصيُّ على التَّصنيف الواضح، والرَّافض للأُسُس الأدبيَّة والشِّعْرِيَّة السَّائدة والمتسيِّدة، اختار الانزواء، بل العزلة، بمحض إرادته، مُغرِّداً خارج كلِّ سِرْب.
أخيراً جاء الكتابُ في 208 صفحات من القطع الوسط.
مقتطف من الكتاب:
صارخين أعلى من الألمِ، سَامَحْنا أنفسَنا؛
الخطيئةُ الأصليَّةُ بَدَتْ أسطوانةً مَشروخةً.
الرَّبُّ عَزَفَ البلوز، ليقتلَ الوقتَ، طَوَالَ الوقتِ.
أنهارٌ حُمرٌ حَمَلَتْنا إلى الحياةِ.
(الكثيرُ من الضَّحكِ، يُحجبُهُ الدَّمُ والإيمانُ؛
الحياةُ ساكسفون في فمِ الموتِ).